اشتكى أحد المواطنين من إجباره على تسلم أخيه المعاق ذهنيا من قبل مستشفى الصحة النفسية في الأحساء التي أرسلته له بواسطة مندوبين إلى المنزل، رغم أن حالته الصحية تستدعي بقاءه. فيما أكدت الشؤون الصحية أن تسليم النزيل، تم بعد تحسن حالته، وسماح الطاقم المعالج بخروجه، وذلك خلافا لرغبة أسرته التي رفضت تسلمه رغم مخاطبتهم عدة مرات. وبحسب رواية أحمد الحبيشي، من سكان مدينة العيون، ل«الشرق» فإن أخاه كان منوما بالمستشفى منذ 3 سنوات لإصابته بتخلف عقلي وانفصام بالشخصية (بناءً على التقارير المرفقة)، لكنه فوجئ ذات يوم بحضور مندوبين عن المستشفى إلى منزلهم وطلبوا منه تسلم أخيه، ووعدوه أنه في حالة تدهور حالته الصحية فسيعيدونه إلى المستشفى. لكن حالته لم تتحسن بل فوجئ – على حد تعبيره- بإصابته باعتلال انسدادي وضعف بالكلية من الدرجة الثالثة. وعدم قدرته على الاعتماد على نفسه في الأمور الضرورية. كما أصبح عدائيا بشكل يهدد أفراد الأسرة. وأضاف الحبيشي: إنه رفع خطابا إلى مقام إمارة المنطقة الشرقية، وتم تحويله إلى الشرطة التي اصطحبت أخاه إلى المستشفى، ولكن الطبيب المسؤول عن حالته أخبره أن المستشفى كتب له خروجًا نهائيًا، وأنهم لا يرون حاجة إلى تنويمه مرة أخرى نظرا لحالته المستقرة. واستطرد: من غير المعقول أن مريضا بالتخلف العقلي وانفصام الشخصية أن تتحسن حالته بهذه السرعة أو تستقر. وقال: «أنا مصاب بالصرع وما زالت نوباته تتواصل رغم التزامي بالعلاج فكيف بأخي». ولفت إلى أن حالته الصحية عموما لا تؤهله لأن يرعى أخاه. الشؤون الصحية في الأحساء وعلى لسان مدير إدارة الإعلام والعلاقات العام المتحدث الرسمي عبدالرحمن السدراني أوضحت ل«الشرق» التالي: المريض المذكور كان يراجع مستشفى الصحة النفسية بصورة غير منتظمة منذ تاريخ 11 /5 /1422ه، وتم تنويمه عدة مرات آخرها بتاريخ 28 /10 /1432ه حيث شخصت حالته بفصام عقلي مزمن، وأثناء فترة تنويمه الأخير سمح القرار الطبي للمريض بالخروج، وتم الاتصال بذويه لاستلامه لكنهم رفضوا ذلك. وأضاف: المستشفى قام بإيصال المريض إلى منزله عدة مرات عن طريق قسم الخدمة الاجتماعية، إلا أن ذويه أصروا على عدم استلامه، مما استدعى مخاطبة الجهات ذات العلاقة والتي قامت باستدعاء أخيه وإلزامه باستلام المريض كون حالته مستقرة مع العلاج، وتم خروجه بتاريخ 3 /3/ 1437ه، وتسليمه لذويه، مع نصحهم بالالتزام بالعلاج والمواعيد، كما حول إلى برنامج الطب المنزلي وتمت زيارته مرتين آخرها بتاريخ 14 /4 /1437 ه، وإعطاؤه العلاج والرعاية اللازمة. وأشار السدراني إلى أن المستشفى يقدم خدماته العلاجية والطبية للأمراض النفسية من المستوى الثاني، وهي الحالات الحادة للمرضى الذين يوضعون بأقسام التنويم لفترات محدودة ويقدم لهم العلاج المكثف، وعند استقرار حالاتهم يتم إخراجهم، وإلزام ذويهم برعايتهم ومتابعتهم في أخذ العلاج والمراجعة بهم في العيادات الخارجية حسب المواعيد المحددة ، بالإضافة إلى زيارات الطب المنزلي لتفقدهم. مؤكدا أنه لا يوجد بالمستشفى أقسام إقامة دائمة، أما إذا لم يكن للمريض أسرة أو من يرعاه فهناك جهات أخرى تتولى الأمر.