تكشفت ل"سبق" تفاصيل قصة سجين في خميس مشيط قالت أسرته إنه يعاني من مرض نفسي ويتعرى أمام المساجين وسط مطالب بنقله للمستشفى الصحة النفسية بابها , فيما قال مدير شعبة سجن خميس مشيط العام، المقدم محمد بن سيف إن السجين حالته مستقرة, مشيراً إلى أن البعض يدعي المرض كحيلة لتخفيف العقوبة - على حد قوله- . بداية , طالب المواطن سعيد القحطاني هيئة حقوق الإنسان والجهات المعنية بالتدخل لنقل شقيقه (22 عاماً) المريض نفسياً من سجن خميس مشيط إلى مستشفى الصحة النفسية بأبها؛ لتلقي العلاج اللازم؛ حيث يعاني انفصاماً ذهانياً، ولا يأخذ علاجه في السجن؛ ما أدى إلى تفاقم حالته، وجعله يقوم بتمزيق ملابسه والتعري أمام المساجين. وأضاف القحطاني ل"سبق": "المشكلة بدأت باكتشافنا مرض شقيقي، وتم تشخيص حالته في مستشفى الدمام للصحة النفسية بأنها حالة انفصام ذهاني، وتم وصف العلاج له ومتابعة علاجه خلال العامين الماضيين". وأضاف: "في الفترة الأخيرة تم منحه إجازة من اللجنة الطبية بالمستشفى العسكري بالدمام لمدة ستين يوماً؛ فأحضرتُه معي إلى محافظة خميس مشيط؛ ليكون بالقرب منا، لكنه كان يرفض أخذ العلاج؛ فانتكست حالته، وأتعبنا في المنزل". وتابع: "قامت والدتي بالتوجُّه إلى محافظة خميس، وطلبت إيداعه مستشفى الصحة النفسية وعلاجه، وادَّعت أنه متعاطٍ للمخدرات؛ حتى يتم قبوله وتنويمه في المستشفى". وقال: "بعد ذلك قامت المحافظة بتحويل الملف إلى إدارة مكافحة المخدرات، وتم إلقاء القبض عليه، وإيداعه توقيف المخدرات، وبعد أن تفاقمت حالته في التوقيف قمتُ بإخراجه وكفالته". واستدرك: "إلا إن شقيقي كان يتوعدني بالقتل والإيذاء؛ فقمت بإبلاغ الدوريات عنه؛ ليتم إيداعه مستشفى الصحة النفسية، إلا أنه أثناء القبض عليه اعتدى على أحد رجال الأمن بضربه بسكين، وأصابه إصابة طفيفة, فتم إيداع أخي السجن، وكانت هناك محاولات لنقله إلى مستشفى الصحة النفسية بأبها الذي رفض استقباله؛ لعدم توافر سجن داخل المستشفى". واستمر القحطاني في القول: "أودع أخي سجن خميس مشيط العام في حاله نفسية سيئة وانتكاسة لعدم تلقيه العلاج اللازم، ووصل إلى هذه الحال". وقال: "إنني أطالب الجهات المختصة بالتدخل لعلاج أخي الذي عوقب بالسجن والجَلْد رغم وجود كل هذه التقارير الطبية التي تثبت مرضه النفسي والتقرير الصادر من مستشفى باقدو والدكتور عرفان العام". وذكر أن التقرير الأخير يفيد بأن "السجين يشكو من شكوك بجنون العظمة والاضطهاد وعدم الارتياح ونوبات إثارة واعتداء بدني وسلوك لا يمكن كبحه وكلام متماسك وغير متماسك، ولا يوجد أنفيتامين أو آثار لمخدر الحشيش، وأنه مريض نفسياً". وقد حصلت "سبق" على خطاب تحويل من استشاري الطب النفسي المناوب، طلب فيه تحويله إلى المستشفى، وأكد أن المريض حالته متدهورة، ويقوم بالتعري أمام زملائه بالجناح، ويوجه بمعاينة الحالة ومتابعة علاجه وتحويل حالته إلى مستشفى الصحة النفسية حتى تستقر. من جهته، بيَّن مدير العلاقات العامة والإعلام بصحة عسير، سعيد النقير، أن مستشفى الصحة النفسية يقدِّم العلاج للمريض إلى حين استقرار حالته، ولا يتم بقاؤه في المستشفى لمدة طويلة؛ فيخرج، وتتم متابعة علاجه من قِبل أسرته؛ لأن الأمراض العقلية لا تُشفى، وهي مثل الأمراض المزمنة، لكن بمتابعة العلاج تتحسن، ويمكن السيطرة على المريض، ولا تحصل الانتكاسة إلا عند إهمال العلاج. وانتقد النقير إهمال بعض الأسر في متابعة علاج المريض النفسي؛ ما يتسبب له في آثار سيئة تنعكس عليه وعلى بيئته المحيطة. وقال مدير مستشفى الصحة النفسية بأبها منصور آل مزهر: "مستشفى الصحة النفسية الجديد خصَّص موقعاً للسجناء المرضى نفسياً، وكان هناك اجتماع مع إدارة سجون عسير بهذا الخصوص، ونحن ننتظر تفعيل الموقع بالاشتراطات الأمنية التي طالبت بها إدارة السجون في منطقة عسير". وأضاف "آل مزهر" ل"سبق": "كثير من السجناء يتم تحويلهم للعلاج بالمستشفى؛ حيث إن هناك العديد من الحالات التي تتطلب العلاج النفسي، بما يؤكد التعجيل في تهيئة الموقع لاستقبال السجناء المرضى نفسياً". وأكد أن هناك أطباء نفسيين يتابعون السجناء، ويقدمون الأدوية النفسية، وأحيانا يتطلب الوضع تنويم السجين في المستشفى لتلقي العلاج. وأكد "آل مزهر" أن هناك مكاناً مخصصاً للسجناء المريضات نفسياً، وأننا ننتظر تفعيله بالاشتراطات اللازمة من قِبل إدارة السجون بمنطقة عسير. من جانبه , قال مدير شعبة سجن خميس مشيط العام، المقدم محمد بن سيف ل"سبق": "إن السجين حالته مستقرة، وتتم متابعته من قِبل الطبيب النفسي الموجود في السجن، ويباشر علاجه، وتم تحويله من الأمن إلى العيادات ثلاث مرات". وأضاف بأن "شقيق السجين اعترض على عدم أخذ القاضي بالتقارير الطبية". وأكد ابن سيف أن "الطبيب النفسي المختص في السجن لم يجد ما يستوجب تحويله وتنويمه في مستشفى الصحة النفسية، ولو كان هناك ضرورة لتنويمه في مستشفى الصحة النفسية لتم تنويمه". وقال إن هناك مشكلة لدى العديد من السجناء الذين يدَّعون المرض النفسي كحيلة لتخفيف العقوبة، مؤكداً أن سجن خميس مشيط لم يقصِّر في متابعة علاج المريض، وحالته شبه مستقرة.