تنافس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، زميلها في الحزب الديمقراطي، بيرني ساندرز، على لقب «المرشح الرئاسي التقدمي». وفيما أقرَّت كلينتون بأن أمامها عملاً قبل كسب تأييد الناخبين الشباب؛ فإنها اتهمت منافسها بالسعي إلى التفرد بلقب «المرشح التقدمي». وأبلغت وزيرة الخارجية السابقة أنصارها بقولها «أنا مرشحة ديمقراطية أحقق نتائج وأطمح لأن أكون رئيسة تقدمية تحقق نتائج». وجاءت تصريحاتها خلال لقاءٍ في مقر بلدية ديري في ولاية نيوهامشير. وتعتبر الولاية المحطة الثانية في الانتخابات التمهيدية بين المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين والجمهوريين. ويستعد سكانها للاقتراع في ال 9 من فبراير الجاري بعد اقتراعٍ أول لسكان ولاية أيوا الإثنين الماضي. وتفيد استطلاعات الرأي في المحطة الثانية إلى تصدر ساندرز، وهو سيناتور عن ولاية فيرمونت القريبة، نيات التصويت في الأوساط «الديمقراطية». وانتقدت منافسته، خلال لقاء بلدية ديري الذي نظمته شبكة «سي إن إن»، تنصيبه نفسه مدافعاً عن تعريف التقدمية. ورأت أن من غير المفيد عقد سيناتور فيرمونت مثل هذه المقارنات «لأن من الواضح أننا نتقاسم عدداً كبيراً من الآمال والتطلعات نفسها لبلادنا»، مُجيبةً بثقةٍ وراحةٍ واضحتين على أسئلة الناخبين. وارتبط أداؤها الإيجابي بفوزها في المحطة الأولى بفارقٍ ضئيلٍ بواقع 49.8% في مقابل 49.6% لمنافسها الوحيد. لكن ساندرز حصل على تأييد 84% من ناخبي أيوا الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و29 عاماً، مما شكل مفاجأة مربكة لزوجة الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون. لذا؛ أقرَّت بأن «أمامي عملاً لأوصِّل رسالتي وما حققته وما علي أن أقوم به من أجل الشباب في بلادنا». وعلَّق منافسها المعروف بميله إلى الاشتراكية قائلاً «أكنُّ احتراماً لها على مسيرتها الطويلة والمميزة، لكن أعتقد أن هناك مسائل لا تتمتع فيها بالتقدمية». وأثارت اشتراكيته حماسة الناخبين الشباب الذين تجاوبوا مع حملته الداعية لمكافحة الفقر والمعادية لشارع المال في نيويورك (وول ستريت). ومع حصوله على نسبة تأييدٍ جيدة في المحطة الأولى؛ أبدى كثيرون استغرابهم. لكن المحللين لا يزالون يتوقعون فوز كلينتون بترشيح الحزب بفضل التأييد الذي لا يستهان به من قِبَل السود والجالية الناطقة بالإسبانية. ولدى الجمهوريين؛ تركَّز الاهتمام على اتهام الملياردير، دونالد ترامب، السيناتور عن تكساس، تيد كروز، ب «تزوير النتائج في أيوا» ومطالبته بإعادة الانتخابات التمهيدية للحزب فيها. وحلَّ كروز أولاً بنسبة 27% من الأصوات، وتلاه ترامب المعادي للمهاجرين ب 24.3% بفارق ضئيل عن السيناتور عن فلوريدا، ماركو روبيو، الذي حصل على 23.1%. وردَّ صاحب المركز الأول سريعاً على الاتهامات مستخدماً لهجة ممتلئة بالسخرية، حيث شكَّك في السلامة العقلية لصاحب المركز الثاني الذي كانت استطلاعات الرأي منحته الصدارة على المستوى الوطني. وكان ترامب كتب على موقع «تويتر» أمس الأول «بناءً على التزوير الذي ارتكبه السيناتور تيد كروز خلال انتخابات أيوا، ينبغي إجراء عملية تصويت جديدة أو إبطال نتائجه». ومنحت الاستطلاعات ترامب تفوقاً في أيوا، لكنه اضطر إلى قبول المرتبة الثانية. وحقق روبيو نتيجةً أفضل مما كان متوقعاً. واتهم ترامب كروز بالحصول بطرقٍ ملتويةٍ على أصوات أنصار مرشح جمهوري آخر هو بن كارسون عبر «الادعاء بانسحاب الأخير»، زاعماً أن «كثيراً من الناس صوَّتوا لكروز بدلاً من كارسون بسبب هذا الغش». واختار كروز، الإنجيلي المحافظ، الردَّ عبر «تويتر» أيضاً. وكتب «نوبة غضب شديدة أخرى لترامب. ترامب غاضب جداً من سكان أيوا. في الواقع لقد نظروا إلى سجله». وشدَّد «نحن بحاجة إلى شخص يتمتع بحسن التقدير وبرباطة الجأش لإبقاء هذا البلد آمناً. لست أعرف أي شخص يمكنه أن يكون مرتاحاً بوجود شخص يتصرف بمثل هذه الطريقة وإصبعه دوماً على الزناد». ومساء الأربعاء؛ انسحب مرشحان جمهوريان هما راند بول وريك سانتوروم. وسانتوروم كاثوليكي محافظ للغاية، وسبق له الفوز في أيوا في عام 2012 مقارنةً ب 1% فقط من الأصوات في الاقتراع الأخير.