يبذل رجال قواتنا العسكرية، أمناً وحرساً وجيشاً، بكافة قطاعاتها، جهوداً كبيرة في الدفاع عن الوطن والذود عن مقدساته وحفظ استقراره وأمنه. وينعم كل من يقيم على ثرى المملكة العربية السعودية بهذا الأمن الوارف بفضل الله، ثم بجهود ويقظة رجال الأمن وزملائهم في القطاعات العسكرية الأخرى. محاولات الأعداء ما فتئت لأكثر من ثلاثين عاماً مُحاوِلةً زعزعة أمن الوطن تحت ذرائع شتى، من إخراج المشركين من جزيرة العرب إلى تفجير المصلين في المساجد، وما بين المرحلتين من تداخل المفاهيم، وتبرير العنف، وتأطير القتل والتفجير، وتفريخ الإرهاب بأشكال ونسخ مطورة. الثابت في كل ذلك أن المملكة كانت على رأس الدول الأكثر استهدافا من قبل التنظيمات الإرهابية، كما أن العناصر السعودية كانت من أكثر العناصر استقطابا للقيام بتلك الأعمال الإجرامية! خاضت الحكومة السعودية حرباً على الإرهاب وبذلت جهوداً كبيرة لمكافحته على عدة جبهات، أولها الجبهة الأمنية. نجحت قوات الأمن في دحر الإرهاب وإحباط كثير من عملياته، وقدم الجنود السعوديون تضحيات كبيرة وقدرات فائقة أكسبتهم احترام العالم وإشادته بمهاراتهم، وتقدير القيادة وثقة المواطنين ومساندتهم لرجال الأمن في جهودهم المباركة. هذا التكاتف والتلاحم يغيظ أعداء الوطن، ويزداد غيظهم مع كل مظهر من مظاهر الوحدة الوطنية بخلطتها السعودية بعد كل محاولة إرهابية يائسة، لكنهم ما فتئوا يحاولون ويجربون. فبعد استهدافهم المباشر باغتيال رجال الأمن، ثم محاولاتهم توظيف البعد الطائفي للإخلال بالنسيج الاجتماعي، ظهر استهداف آخر للتشكيك في رجال الأمن. إذ إنه بعد إحباط محاولة تفجير مسجد الرضا بحي محاسن في الأحساء يوم الجمعة الماضي، تم تداول مقطع مصور أثناء القبض على الإرهابي الثاني في الحادثة واقتياده من قبل الشرطة، يُسمع فيه صوت أحد المتجمهرين وهو يقول: (صوروه، صوروه، صوروه، علشان لا يغيرونه. إيه لا يغيرونه) وواضح أن الصوت لأحد المواطنين. ومع ذلك فهذا (المواطن المشكك) لا يمثل ملايين المواطنين والمقيمين، الذين يفخرون برجال الأمن ويقدرون جهودهم وتضحياتهم. على الجانب الآخر لا يضر رجال الأمن الشرفاء ما فعله (جندي خائن) غدر بزملائه، وقام بمساعدة الانتحاري الذي فجر نفسه في مسجد الطوارئ بعسير قبل أشهر. إذ يُحسب لوزارة الداخلية شجاعتها في الإعلان عن أن أحد أفراد قوات الطوارئ (جندي خائن)، لا يمثل إلا نفسه ولا يمثل آلافاً من الجنود الشرفاء في كل موقع وقطاع. بعد (المواطن المشكك) و(الجندي الخائن) جاء الصوت الثالث من الضفة الأخرى للخليج العربي، إذ قال حسين أنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) وبثته قناة سي إن إن على موقعها بالعربية: «إن تكرار هذه الاعتداءات الإرهابية على المساجد والحسينيات في المنطقة الشرقية بالسعودية دليل على الأوضاع الأمنية المقلقة في هذه المنطقة….، وأن ما حدث يدل على تقاعس القوات الأمنية في أداء مسؤولياتها…»انظروا من يتحدث وماذا يقول؟! كل ذلك لا يضيركم يا رجال الأمن، فأنتم وإخوانكم في كافة القطاعات العسكرية محل تقدير القيادة وثقة الشعب، ويكفيكم إشادة خادم الحرمين الشريفين بكم في خطابه الذي ألقاه يوم 2015/03/10م وجاء فيه: (ولأبنائي البواسل في قطاعات قواتنا العسكرية كافة أقول: أنتم محل القلب من الجسد، وأنتم حماة الوطن ودرعه، وكل فرد منكم قريب مني ومحل رعايتي واهتمامي، والوطن يقدر جهدكم وعملكم، بارك الله فيكم جميعاً…) حفظكم الله يا حماة الوطن ودرعه، وجزاكم خير الجزاء عن كل ما تقدمونه من تضحيات. رحم الله الشهداء وعجل للمصابين الشفاء، وسيبقى الشعب السعودي- بإذن الله- موحدا خلف قيادته، ولا نامت أعين الجبناء.