بادرت جوامع ومدارس في المنطقة الشرقية، من القطاعين العام والخاص، بمشاركة وطنية، بسرد صور مشرفة عن «رجال الأمن» والتضحيات التي يقدمونها، مع التأكيد على «شرف الخدمة العسكرية وعدم خيانة الأمانة»، فيما قررت جوامع توحيد خطبها يوم الجمعة المقبل حول الموضوع نفسه. ونشّطت مدارس مشاركات متنوعة حول حادثة مسجد الرضا في الأحساء، التي راح ضحيتها شهداء ومصابون، بسبب محاولة تفجير لإرهابيين، وفضلت معلمات ارتداء الأطفال في مدرسة أهلية الزي العسكري، فيما بدت الطالبات في الزي الشعبي السعودي. وقالت المعلمة عائشة العقيل ل«الحياة»: «المبادرة للتأكيد على أهمية النشاط المدرسي، وبتنسيق مع إدارة النشاط التابعة لإدارة تعليم البنات في المنطقة الشرقية، إذ نفذنا مجموعة برامج تتعلق بالعمليات الإرهابية والأضرار الناجمة عنها، لاسيما أننا لحظنا أن الطلبة يتهامسون حول التفجيرات بعامة، وهناك من حاول التعمق في ذلك، وبعضهم يعتقدون أننا في حرب، وهذا غير صحيح». وأوضحت العقيل: «حاولنا إيضاح الصورة المبهمة للطلبة من خلال التأكيد على مبدأ الوطنية، واعتبار الإرهاب جريمة لا يكون مصيرها إلا النار، والشهداء أبرياء ومصيرهم الجنة». واستطردت: «حاولنا ترسيخ مفاهيم أخرى تتعلق بإبراز الصورة النموذجية لرجال الأمن، إذ ربط البعض بين خيانة الجندي في حادثة مسجد عسير والصورة النموذجية التي نعززها لهم حول رجال الأمن، ومن خلال النشاط أوضحنا أن الخيانة العسكرية هي خيانة للوطن، وحاول بعض الطلبة الاستفسار عن أمور متنوعة تتعلق بالتفجير والأسلحة التي يمتلكها الإرهابيون، فمن باب أولى أن يعبر الطالب عن وجهة نظره، ومعرفة ميول تفكيره، لتجاوز بعض السلبيات». من جانبها، قالت حصة العتيبي (مرشدة طلابية في مدرسة متوسطة): «قصدنا يوم تشييع الشهداء في الأحساء إبراز سلبيات من يحاول إثارة الفتنة والإضرار بالآخرين، مع إيضاح حرمة بيوت الله، وكيفية تعرض المصاحف الشريفة إلى الدمار والتناثر مع وقوع تلك الحوادث الإرهابية، ما يدل على أن هؤلاء فجرة، ولا يمتون بصلة إلى الدين الإسلامي». وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر ل«الحياة» في المنطقة الشرقية أنه «تم تخصيص خطبة الجمعة المقبلة حول تفجير بيوت الله، واستمرار ضرر الإرهابيين، وإصرارهم على إيذاء الجوامع، والاقتراب من حرماتها، وما لوسائل التواصل الاجتماعي من تأثير في عقول الشبان، لاسيما أن الإرهابي الأخير في حادثة الأحساء، كان نشطاً في «تويتر». وتحذر خطب الجمعة المقبلة من الوقوع في مغبة الفكر الإرهابي والتعمق بأفكارهم، نظراً إلى ما يتعرضون إليه من غسل أدمغة، لاسيما أن إيذاء بيوت الله من سمات المشركين. وتتمحور إحدى الخطب المقبلة حول كيفية الدفاع عن الوطن، وحفظ نعمة الأمن والأمان، وتحقيق مبدأ العدالة، وإظهار حقائق التفجيرات وتحرياتها للمواطنين بكل شفافية وصراحة، ومعاقبة من خان أمانة الرسالة بعيداً عن العنصرية، بحسب ما حثت عليه الشريعة الإسلامية.