احتجز مسلحون حوثيون صحفياً و5 نشطاء في صنعاء، فيما دعت هيئة الأركان العامة اليمنية الموالية للشرعية إلى تجنُّب المرور عبر مفرق الجوف «نظراً لاشتداد المعارك». وأفادت مصادر باقتحام مسلحين من جماعة الحوثي شقة سكنية في العاصمة فجر أمس وإطلاق أعيرة نارية ثم اقتياد الصحفي نبيل الشرعبي و5 نشطاء إلى مكان مجهول. ويعمل الشرعبي في صحيفة «أخبار اليوم» المحلية التي أغلقها المتمردون منذ أكثر من عام. وتتهمهم نقابة الصحفيين اليمنية باحتجاز 12 صحفياً آخرين منذ أشهر دون تهمة سوى تأييد الرئيس، عبدربه منصور هادي. وتتحدث منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن احتجاز جماعة الحوثي عدداً من الشخصيات السياسية المعارضة والنشطاء والإعلاميين. فيما تُقدِّر منظمة «مراسلون بلا حدود» عدد العاملين في مجال الإعلام المحتجزين لدى الحوثيين ب 17 إعلامياً. ميدانياً؛ حثَّت رئاسة هيئة الأركان الموالية للشرعية المواطنين على تجنُّب المرور عبر مفرق الجوف «نظراً لاشتداد المعارك في المنطقة» في إشارةٍ إلى قتال عنيف على جبهة نهم شرقي العاصمة ومناطق في محافظة الجوف بالقرب من المفرق. وأبلغ مصدر عن إحكام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرتها على مواقع استراتيجية شرقي مدينة الحزم (عاصمة الجوف). وأكد المصدر لموقع «المشهد اليمني» سيطرة الجيش والمقاومة على جبل صبرين الاستراتيجي المطلّ على خط العقبة شرقي الحزم و»اقتراب القوات من جبال البردة التي ستتيح السيطرة عليها الوصول إلى جبال العقبة». وتكتسب جبال العقبة أهمية استراتيجية كونها تفصل بين مديرية الحزم من جهة ومديرية خب والشعف ومحافظة صعدة (معقل الحوثيين) من جهة ثانية. وعلى جبهة فرضة نهم شمالي العاصمة؛ سيطرت قوات الجيش والمقاومة على «مواقع مهمة في السلسلة الجبلية المحيطة بالمنطقة»، بحسب مصدر. وتحدث المصدر عن سيطرة قوات الشرعية على معظم جبال قرود ووصولها إلى قرية آل الأقرع في الجهة الجنوبية لفرضة نهم وإلى منطقة آل جحدر في الجهة الجنوبيةالشرقية «بحيث لم تعد تفصلها عن نقطة الفرضة الخاضعة لسيطرة التمرد سوى 4 كيلومترات». وتشن القوات هجوماً على فرضة نهم، البوابة الشرقيةلصنعاء، من جهة الخانق جنوباً ومفرق الجوف شرقاً بهدف السيطرة عليها والتقدم نحو مناطق مسورة ومنها إلى مناطق في أرحب. ووفقاً لموقع «المصدر أونلاين» اليمني؛ أسفرت المواجهات على جبهة الفرضة أمس عن مقتل نحو 10 من جنود الجيش، فيما لم يتسنَّ معرفة عدد قتلى ميليشيات الحوثي وقوات حليفه علي عبدالله صالح. لكن الجيش أسر 24 حوثياً على الأقل خلال القتال. ويحتل المتمردون صنعاء منذ سبتمبر الماضي، ما دعا الرئاسة قبل أشهر إلى إعلان عدن عاصمة مؤقتة. غرباً؛ قُتِلَ مدني في محافظة تعز وأصيب آخرون في قصفٍ مدفعي مستمر من قِبَل ميليشيات (الحوثي- صالح) على أحياء سكنية. ووثَّق مصدر طبي مقتل مدني وإصابة 12 آخرين بينهم نساء وأطفال إثر قصف مدفعي وجَّهته الميليشيات إلى أحياء القاهرة والجحملية وعصيفرة والثورة والدحي. وعاين شهود في مديرية الوازعية، غربي المحافظة، تعرض مناطق حنا والدخيل والهشام والرقة والبوكرة إلى قصف مدفعي مماثل بواقع نحو 15 قذيفة، ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح. في غضون ذلك؛ شدد نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء، خالد بحاح، على وجوب استناد إعادة بناء الجيش على قواعد سليمة. ووصف المؤسستين العسكرية والأمنية ب «عمود الدولة»، معتبراً أنه «لا سبيل إلى أي بناء وتحسين وتطوير إلا بالاستناد إلى قاعدة جيش صلب وأمن منضبط». ووجَّه رئيس الوزراء، خلال اجتماعه أمس في عدن (جنوب) بقائد المنطقة العسكرية الرابعة، بالإسراع في استكمال إجراءات ضم أفراد المقاومة الشعبية إلى قوات الجيش والأمن وفق الإجراءات والمعايير اللازمة إضافةً إلى الحاجة. وطالب ببذل مزيد من الجهود «للوصول إلى المستوى المطلوب لتأمين حياة المواطنين والحد من الجرائم والعمليات الإرهابية التي تستهدف السكينة العامة وتستهدف زعزعة الأمن والاستقرار». وأبدى قائد المنطقة الرابعة، اللواء أحمد سيف، بدوره ارتياحه لارتفاع معنويات الجنود على مختلف الجبهات. وشهدت العاصمة المؤقتة، التي تحررت من سيطرة المتمردين الصيف الماضي، عدداً من التفجيرات والاغتيالات، ما دفع الحكومة إلى التوجيه بتشديد إجراءات الأمن. وتعتبر السلطات مجموعات متشددة تابعة لتنظيمي «داعش» و»القاعدة» الإرهابيين مسؤولةً عن هذه الحوادث.