عثرت القوات العراقية على جثث 40 شخصاً في مقبرةٍ جماعيةٍ في مدينة الرمادي التي استعادتها الحكومة أخيراً من «داعش»، فيما واصل التحالف الدولي تنفيذ ضرباته ضد التنظيم الإرهابي. وأفاد المتحدث العسكري، العميد سعد معن، أمس باكتشاف جثثٍ لأفرادٍ من الشرطة ونساء وأطفال داخل قبر في الرمادي (عاصمة محافظة الأنبار غرباً)، وألقى بمسؤولية قتلهم على «داعش». ولفت إلى اكتشاف المقبرة في حي الجمعية «حيث تمَّ التوصل إلى رفات أكثر من 40 مغدوراً منهم أفراد شرطة ومواطنون أبرياء نساء وأطفال وشيوخ»، مؤكداً «هذا طبعاً دليلٌ على جرم داعش الإرهابي والوحشية التي اتَّبَعها في تصفية أهالينا الأعزاء في هذه المدينة». وعمِلَت قوات أمن محلية وفريق صغير من الطب الشرعي على استخراج الرفات. وسقطت الرمادي في أيدي التنظيم الإرهابي في مايو الماضي في انتكاسةٍ كبيرةٍ لحكومة بغداد. لكن القوات النظامية استعادتها الشهر الماضي بعد غطاء جوي كثيف من التحالف الدولي. وأفادت قوة المهام المشتركة في التحالف بتنفيذ مقاتلاته 18 ضربة جوية أمس الأول ضد مواقع ل «داعش» في العراق وسوريا. وأشارت، في بيانٍ لها أمس، إلى 15 ضربة في 6 مدن عراقية استهدفت مركبات وجرَّافة وصهريج وقود ودمَّرت مواقع قتالية وأنظمة لقذائف المورتر ومخازن أسلحة. فيما استهدفت 3 ضربات في 3 مدنٍ سورية وحدةً تكتيكيةً وأحد مقرات التنظيم ودمرت رافعتين. في سياق آخر؛ كشف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن نيته إجراء تعديل وزاري مرتقب في حكومته. ونفى، خلال لقائه أمس عدداً من السياسيين والإعلاميين، صحة ما تمَّ تداوله عن «ترشيق» للحكومة، متداركاً «إنما هناك تعديل وزاري». من جهته؛ دعا رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، الحكومة إلى مضاعفة اهتمامها بمحافظة البصرة (جنوب) والسعي إلى إحياء مكانتها الاقتصادية والثقافية. وأبدى ارتياحه للدور الحيوي لأبناء المحافظة وعشائرها «لا سيما في المنعطفات التاريخية الصعبة». واعتبر، خلال استقباله أمس رئيس وأعضاء اللجنة العليا لحل النزاعات العشائرية في البصرة، أن الأخيرة قوية بخبرات وعطاء أبنائها وثقافتهم الواقعية. وطالب بمضاعفة الجهود الحكومية لوضع خطط عملية واستراتيجية لتطوير الحركة التنموية والاقتصادية في المحافظة فضلاً عن إعادة الحيوية إلى موانئها ومرافقها السياحية والتجارية والصناعات النفطية والزراعة. وذكَّر معصوم بأن «البصرة كانت منتِجاً أصيلاً لخيرات البلاد»، وأبدى ثقته في قدرتها على العودة إلى مكانتها السابقة وحل مشكلاتها الآنية وتعزيز وحدة سكانها. ونبَّه إلى وجوب مشاركة الجهات الاتحادية والمحلية في بذل جهود مركَّزة لحل المشكلات الآنية التي تواجه المحافظة «كالبطالة بين الشباب والضعف الأمني وبروز ظاهرة التجارة بالسلاح»، مبيِّناً أن «العشائر قادرة على معالجة النزاعات وقضايا الفصل العشائرية عبر تقاليد التفاهم والحوار واحترام القانون التي اعتادت عليها». إلى ذلك؛ أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، أن شعب الإقليم سيجري استفتاءً من أجل تقرير مصيره. وذكر أن أي قرار يتخذه الأكراد سيُتداول مع العاصمة المركزية بشكلٍ سلمي في سياق مباحثات. وشدَّد، خلال لقاءٍ في إربيل مع وفد بعثة الاتحاد الأوروبي إلى العراق، على التزام الإقليم بالحوار كآلية لحل مشكلاته الداخلية من جهة ومشكلاته مع المركز من جهة ثانية. وأرجع بارزاني الأزمة المالية في الإقليم إلى «قطع حصة كردستان من الموازنة الاتحادية والحرب ضد إرهابيي داعش واستقبال أعداد هائلة من اللاجئين والنازحين» فضلاً عن هبوط أسعار النفط. لكنه أفصح عن بدء حكومته في رسم خطة لمواجهة الأزمة. وتحدث عن حاجتها إلى دعمٍ دولي من الناحية الفنية لمعالجة المشكلات الاقتصادية. ولفت بيانٌ صدر بعد اللقاء إلى إشادة الوفد الأوروبي بدور قوات البيشمركة في مواجهة «داعش» وإيواء عددٍ كبيرٍ من اللاجئين والنازحين.