لم يكن اختيار العالم الفلكي الإنجليزي مايكل هارت، للنبي محمد عليه الصلاة والسلام بين العظماء المائة الذين غيروا وجه التاريخ، من فراغ أو بدافع التقرب من المسلمين والتلاعب بعواطفهم، بل كان نابعا عن قناعة بأن نبي الإسلام كان أعظم العظماء الذين ذكرهم في كتابه، فقد قال إن اختياره محمدا لم يكن إلا لأنه أول وأهم الرجال العظماء في التاريخ، لأنه وهذا حق الرجل الوحيد في تاريخ البشرية الذي نجح في نشر رسالته على المستويين الديني والدنيوي. لم يكن مايكل هارت الوحيد من علماء الغرب ومفكريه وشعرائه الذين قالوا كلمة الحق عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا ما تضمنه كتاب الباحث والمؤرخ الأستاذ عايض التركي عن محمد عليه الصلاة والسلام، ففي فصل وبتوسع أورد أقوال علماء ومفكري الغرب وما جاء في قصائد الشعراء المسيحيين في مديح وذكر الفضائل والصفات المحمدية.فهذا النبي العظيم كما قال الفيلسوف برناردشو: (إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس فإننا نقول إن محمدا رسول الإسلام أعظم عظماء التاريخ، فقد كبح جماح التعصب والخرافات، وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم -الجاهلية- دينا واضحا قويا) فهل يأتي هذا الاكتشاف من علماء الغرب ومفكريه، ليغيره ويشوهه المتشددون والمنفرون لطبيعة دين محمد ونهجه ورسالته؟ الشاعر المهجري الملقب بالشاعر القروي (رشيد سليم الخوري) يقول داعيا إلى التآخي والتحاب بين المسلمين والنصارى بقوله: يا فاتح الأرض ميدانا لدولته/ صارت بلادك ميدانا لكل قوي – ياقوم هذا مسيحيٌ يذكركم/ لا ينهض الشرق إلا حبُّنا الأخوي – فإن ذكرتم رسول الله تكرمة/ فبلغوه سلام الشاعر القروي. والشاعر الكبير جبران خليل جبران أشاد بالإسلام ورسوله العظيم بقصيدة طويلة مشحونة بالعواطف (هل الهلال) يقول في أبياتها: بأي حلم مبيد الجهل عن ثقة وأي عزم مذل القادة الصيدِ أعاد ذاك الفتى الأميُّ أمته شملا جميعا من الغُرِّ الأماجيدِ لتلك تالية الفرقان في عجبٍ بل آية الحق إذ يُبغى بتأييدِ صعبان راضهما توحيد معشرهم وأخذهم بعد إشراك بتوحيدِ وزاد في الأرض تمهيدا لدعوته بعهده للمسيحيين والهُودِ والشاعر جورج سلستي من الشعراء المسيحيين الذين أجادوا في مدح النبي عليه الصلاة والسلام، له قصيدة مشهورة بعنوان (نجوى الرسول الأعظم) يقول فيها: أقبلت كالحق وضاح الأساريرِ يفيض وجهك بالنعماء والنورِ على جبينك فجر الحق منبلجٌ وفي يديك مقاليد المقاديرِ فَرُحت فينا وليل الكفرِ معتكرٌ تفري بهديك أسداف الدياجيرِ ويعتذر الشاعر في قصيدته العصماء عن تقصيره في بيان شعره في الوفاء بمدحه قائلا: يا سيدي يا رسول الله معذرةً إذا كبا فيك تبياني وتعبيري ماذا أوفيك من حق وتكرمةٍ وأنت تعلو على ظني وتقديري ومن شعراء المهجر الشاعر محبوب الخوري الشرتوني، رأى في النبي محمد نموذجا بشريا بلغ في صفاته وخصاله، ما لم يبلغه إنسان عظيم قال في قصيدة له: قالوا تحب العرب، قلت أحبهم/ يقضي الجوار علي والأرحامُ – قالوا لقد بخلوا عليك، أجبتهم/ أهلي وإن بخلوا علي كِرامُ – قالوا الديانة قلت جيل زائلٌ/ وتزول معه حزازةٌ وخصامُ. صلى الإله على محياك-ياسيدي يارسول الله – في مهجٍ تحيا بها كحياة النور في الأممِ.