لم تكن الحاجة للوظيفة وحدها هي التي دفعت عديدا من شباب الوطن للانخراط في مجمل الأعمال المهنية والحرفية كالعمل في التلييس والبلاط والدهان بل هي القناعة والإرادة النافذة جعلتهم يتجاوزون كل فهم ضيق تجاه هذه المهن التي قد عمل بها أصلا أجدادهم وآباؤهم في الماضي عند تشييد بيوتهم وإصلاح منازلهم. إن منظر هؤلاء الشباب على أرض الواقع وهم يمارسون هذه المهن في أكبر المشاريع الإنشائية التي يتولى إدارة تنفيذها عدد من الجهات الحكومية كعمل المجمعات السكنية الكبيرة يبعث الفخر والاعتزاز بهذا الشباب المكافح. الشاب الطموح وليد الدمجان أحد الشباب السعودي الملتحق بهذه المهن يقول إن المبادرة الوطنية يدا بيد نبني يومنا والغد أتاحت له الفرصة في التعبير عن ذاته وفتحت المجال أمامه لممارسة هذه المهنة الشريفة التي أشعرته بقيمته كفرد معطاء لوطنه قائلا «التحقت بهذه المهنة «البلاط» قبل أسابيع معدودة ولم يسبق لي العمل في هذا المجال لكن دخلته بقناعة تامة ورغبة صادقة فسهّل الله تعالى أمري وأصبح لدي شغف وحب كبير لهذا العمل الذي ترون نتاجنا فيه حقيقيا وواقعيا ونقف على أحد المشاريع الإنشائية برفقة شباب سعوديين لديهم من الإرادة والإصرار الكبير ما يمكنهم من الإنجاز. وشاركه في ذلك مهدي جميعان ومحمد بدوح ورضا الحمادي قائلين بأننا سنسعى إلى دعوة زملاء آخرين للعمل في هذا المجال كونه فرصة ثمينة في تطوير هذه المهن التي نحن ومجتمعنا في حاجة لها مشيرين إلى أنهم بذلك تمكنوا من كسر قاعدة مفهوم العيب لدى أفراد المجتمع حول العمل بالمجال المهني والحرفي. وزاد على ذلك بالتأكيد المهندس عادل أبو عبادة، مشرف على أحد المشاريع التي يعمل بها الشباب السعودي قائلا بأن العاملين في هذا المجال من شبابنا الصاعد قادرون على إثبات ذواتهم واستطاعوا بجدارة تطوير وتوصيل الحلقة الناقصة بين زيادة أعداد الباحثين عن العمل والنقص الكبير في الشواغر المهنية مؤكدا بأنهم في مجال المقاولات مبدعون ولديهم الرغبة في تطوير أعمالهم ويتميزون بجودة الإتقان. وأوضح الرئيس التنفيذي لهذه المبادرة الوطنية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن فيصل بن سعود بن عبدالعزيز أن هذا المشروع الوطني سيجلب الخير والنفع العظيم للوطن والمواطنين بإذن الله تعالى حيث مقصد غايته التأهيل وتوظيف السعوديين الباحثين عن عمل ومن ثم تأمينهم بوظائف ثابتة لدينا لنوصلهم لشاطئ الأمان وتقليص عدد الباحثين عن العمل بأكبر شكل ممكن حيث سنعمل جاهدين في تقديم الأفضل والأرقى للأعمال الوطنية في المجالات المهنية عبر تطوير المستوى المهني والفني لدى الشباب لما في ذلك من مردود إيجابي كبير للجوانب الاجتماعية والاقتصادية في المملكة باذلين ما في وسعنا لتقديم الأفضل لوطننا الغالي مع تقديم مستقبل مضيء ومزهر لأبنائنا. وأبان أن المبادرة ووفقا لهذه المعطيات الحيوية اقتصرت مبدئيا على مجموعة من الأقسام والمجالات أهمها مجال المقاولات والزراعة والميكانيكا إلى جانب مشغل الخياطة والمطبخ النسائي الشعبي والزخرفة الإسلامية حيث بدأنا فعليا في بعض المهن في مجال المقاولات انطلاقا من المنطقة الشرقية كالدهان والتلييس والبلاط والنجارة والحدادة، وسيكون في هذا القسم ورشات مجهزة بالكامل تحتوي على الأدوات والخامات الأولية وزي موحد للمتدربين عليه شعار المبادرة، وطاقم مشرفين وفنيين لتعليم وتدريب المنتسبين من العاطلين على الأصول والتقنيات الأحدث في أعمال المقاولات بكل مجالاتها المذكورة كما يتم تعليمهم كيفية التعامل مع الأجهزة والمعدات وكيفية استخدام أدوات الأمن والسلامة في مواقع العمل بحيث تستمر الدورة 3 أشهر يتم فيها رفع مستوى المتدرب خلالها تدريجيا دون أن يشعر المتدرب بالتعب أو الملل وسنتعامل معهم بروح الفريق ونقدم لهم المعلومة بكل حب وإخلاص ونزرع بيننا وبينهم أصولا للتعامل يقوم على مبدأ التقدير والاحترام المتبادل بحيث سندعمهم بكل متطلبات العمل اللازمة وتقديم يد العون وإمدادهم بالتشجيع والنشاطات الترفيهية بين الفترة والأخرى لرفع الحماس، وزرع حب الإنجاز والعمل لديهم.