في وقتٍ أكد نائب رئيس الولاياتالمتحدة، جو بايدن، استعداد بلاده لحلٍ عسكريّ ضد تنظيم «داعش» الإرهابي؛ أفادت مصادر متطابقة بتجهيز أمريكيين مطاراً في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا لاستخدامه قاعدةً عسكريةً لطائرات مروحية تُقلُّ عشرات المستشارين والعناصر. وعززت المعلومات ما ألمحت إليه تقارير خلال ال 48 ساعة الماضية. بدورها؛ نفت القيادة العسكرية في واشنطن سيطرتها على أي مطارٍ سوري. ولفتت في الوقت نفسه إلى سعيها باستمرار إلى زيادة فاعلية الدعم اللوجستي لقواتها محدودة العدد في الأراضي السورية. وأبلغ مصدر سوري مطلع عن «تجهيز مجموعات أمريكية قاعدة عسكرية في منطقة تُدعَى أبو حجر في جنوب رميلان (ريف الحسكة الشمالي الشرقي) منذ أكثر من 3 أشهر»، مُبيِّناً أن «عشرات الخبراء الأمريكيين يشاركون في تجهيز القاعدة بتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية حتى باتت شبه جاهزة للعمل». ولاحظ المصدر أن القاعدة البالغ طول مدرجاتها 2700 متر مُعدَّة لاستقبال مروحيات وطائرات شحن و«مؤهلة لأن تتحول إلى مهبط لطائرات عدَّة تقل عتاداً وذخائر». لكنه أكد عدم وجود أي طائرات حربية مقاتلة فيها «كما لم يتم استخدامها حتى الآن في عمليات عسكرية». بالمثل؛ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "المطار لم يُستخدَم في عمليات عسكرية حتى الآن»، مشيراً بذلك إلى الغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكية على مواقع متطرفين في سوريا. واعتبر المرصد أن "مطار رميلان بات شبه جاهز للاستخدام إذ تمَّ توسيع مدرجه خلال الأسابيع الماضية بالتزامن مع هبوط وإقلاع طائرات مروحية أمريكية»، متوقِّعاً «من شأن المطار أن يتحول إلى مقرٍ للمستشارين الأمريكيين الذين دخلوا الأراضي السورية قبل شهرين». وكان المرصد كشف في نوفمبر الماضي عن دخول عسكريين أمريكيين إلى مناطق يسيطر عليها الأكراد على الحدود مع تركيا لتدريب ودعم المقاتلين القوات الكردية في عمليات ضد «داعش». وأكد مسؤولون أمريكيون آنذاك إرسال «قوات خاصة» إلى سوريا والعراق للمساهمة في تنفيذ عمليات محددة ضد التنظيم الإرهابي. ووفقاً لمصدر؛ فإن «القوات الخاصة والمستشارين الأمريكيين يستخدمون مطار رميلان مقراً، وتنقلهم طوَّافات منه إلى جبهات القتال». فيما نفى المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، طلال سلو، تحوُّل مطار رميلان إلى قاعدة أمريكية، مؤكداً «لا يزال مطاراً زراعياً». وصرَّح المتحدث باسم القيادة الأمريكية الوسطى، الكولونيل بات رايدر، بأن «قواتنا المسلحة لم تسيطر على أي قاعدة جوية في سوريا»، مُشدِّدا "«موقعنا وعدد قواتنا ما زالا محدودين (…) ولم يحصل أي تعديل على حجم أو مهمة وجودنا هناك». وتابع أن «القوات الأمريكية في سوريا تعمل دائماً على تحسين فاعلية الدعم اللوجستي لأفرادها». في هذه الأثناء؛ أفاد نائب أوباما، جو بايدن، باستعدصاد الولاياتالمتحدةوتركيا لحل عسكري ضد «داعش» في سوريا إذا لم يكن التوصل لتسوية سياسية ممكناً. يأتي ذلك بينما يكتنف الغموض محادثات السلام المرتقبة بين نظام بشار الأسد ومعارضيه. ومن المقرر إجراء أحدث جولات المحادثات غداً الإثنين في جنيف السويسرية، لكنها مهددة بالتأجيل لأسبابٍ منها خلافٌ بشأن تشكيل وفد المعارضة.