سيطرت مجموعة سوريّة مدعومة من واشنطن على بلدة استراتيجية تابعة لمحافظة الحسكة، فيما جدَّدت لندن الدعوة إلى تنحي بشار الأسد في إطار المرحلة الانتقالية، في وقتٍ وصفت منظمة الصحة العالمية إدخال المساعدات إلى السوريين ب «شبه مستحيل». وأكدت مصادر متطابقة دخول «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً، إلى بلدة الهول (شمال شرق) التي تعد معبراً رئيساً لتنظيم «داعش» الإرهابي مع العراق. وأفاد المتحدث باسم هذه القوات، العقيد طلال علي سلو، ب «سيطرتنا على البلدة بالكامل»، مشيراً إلى «تمدُّد جثث العشرات من مقاتلي التنظيم في الشوارع». ووصف المتحدث البلدة الواقعة في محافظة الحسكة بأنها «كانت خط الدفاع الأول للتنظيم ونقطةً يتلقى عبرها الدعم الكامل من فرعه في العراق». ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل العشرات من عناصر «داعش» وفرار آخرين صوب بلدة الشدادي الواقعة جنوب غرب مدينة الحسكة بعد طردهم من الهول ذات الموقع الاستراتيجي. ويعد هذا التقدم الميداني الأبرز ل «القوات الديمقراطية» منذ بدأت تحركها على الأرض في 12 أكتوبر الماضي موسيإثر تحالف وحدات حماية الشعب الكردية مع مجموعة من الفصائل المسلحة المعتدلة. وتضم هذه القوات، التي لا توالي الحكومة في دمشق، كيانات «التحالف العربي السوري» و«جيش الثوار» و«غرفة عمليات بركان الفرات» و«قوات الصناديد» و«تجمع ألوية الجزيرة» إضافةً إلى «المجلس العسكري السرياني» المسيحي و«وحدات حماية الشعب» و«وحدات حماية المرأة». وفي يوم تأسيسها؛ أعلنت الولاياتالمتحدة إلقاء مقاتلاتها ذخائر في شمال سوريا لمساندة مقاتلين من المعارضة يتصدون للمتطرفين. وفي 30 أكتوبر؛ أطلقت المجموعة الجديدة عملية عسكرية ضد «داعش» في ريف الحسكة الجنوبي، وتمكنت من السيطرة على قرى وبلدات عدة وصولاً إلى الهول. وعدَّ المتحدث سلو «هذا الانتصار الاستراتيجي هو الأبرز لنا منذ بدء عملياتنا العسكرية بتنسيق كامل مع التحالف الدولي الذي شن ضربات جوية مركزة مستهدفاً الإرهابيين». وذكَّر مدير مرصد حقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، بأن بلدة الهول التي سيطر «داعش» عليها مطلع عام 2014 كانت ممراً رئيساً و»طريق الإمداد الأبرز للتنظيم من العراق وتحديداً باتجاه جنوب الحسكة والرقة (شمال)». وانسحبت قوات نظام الأسد تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة، لكنها احتفظت بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات في مركز المحافظة ومدينة القامشلي القريبة منه. سياسياً؛ شدد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، على ضرورة تنحي بشار الأسد في إطار المرحلة الانتقالية. وقال هاموند في تصريحٍ من براغ أمس «عليه أن يتنحى.. لكننا نُقرُّ بأنه إذا كان ثمَّة مرحلة انتقالية، فمن الممكن أن يشارك فيها إلى حدٍ معين». وأكد «نحن واضحون لجهة أننا لن نسعى إلى تدمير المؤسسات الحكومية، ونقول بوضوح إننا نأمل في إبقاء تلك المؤسسات». وجاء تصريحه عشيَّة محادثات دولية تُعقَد في فيينا اليوم السبت وتشارك فيها نحو 20 دولة بهدف وضع الخطوط العريضة لمرحلة انتقالية في سوريا. إلى ذلك؛ حذرت منظمة الصحة العالمية من أن إيصال المساعدة الصحية إلى السوريين بات «شبه مستحيل» خصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها «داعش»؛ حيث يعيش 1.7 مليون شخص. ووصفت ممثلة المنظمة، إليزابيث هوف، خلال مؤتمر صحفي أمس في جنيف توافر طرق إيصال المساعدة ب «مصدر القلق الرئيس». ولاحظت أن «العمل وسط نزاع كما هي الحال هناك يشكل وضعاً أشبه بالمستحيل في مناطق كثيرة جداً من البلاد تشهد أعمال عنف ومواجهات». وأوضحت في الوقت نفسه أن الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها «داعش» يشكل التحدي الأكبر، مشيرةً إلى تقديرات حديثة مفادها أن 1.7 مليون شخص يعيشون في هذه المناطق. و«الصحة العالمية» ليست على اتصال بالتنظيم الإرهابي، لكنها على اتصال بأطباء يعملون في مناطق سيطرته. وبحسب المنظمة؛ تُخلِّف أعمال العنف في سوريا يومياً 25 ألف جريح من المدنيين والمقاتلين فيما أُغلِقَ أو تراجع أداء 113 مستشفى كانت تعمل قبل النزاع. وما بَقِيَ مفتوحاً من المستشفيات يعاني خصوصاً من نقص التزود بالكهرباء ونقص العاملين.