بعد أشهرٍ من حملاتٍ دعائيةٍ تكلَّفت ملايين الدولارات؛ سيواجه المرشحون إلى البيت الأبيض في مطلع فبراير أول حكمٍ للناخبين في اقتراعٍ تمهيدي يبدأ من أيوا الريفية الصغيرة. وعملاً بالتقليد المتَّبع منذ عام 1972؛ تطلق الولاية الزراعية الانتخابات التمهيدية الماراثونية التي تستمر حتى يونيو، على أن تصوِّت الولايات ال 49 الأخرى و5 مناطق في وقتٍ لاحقٍ بغية اختيار مندوبيها استعداداً لمؤتمري الحزبين الجمهوري والديمقراطي على المستوى الوطني في يوليو. وخلال هذين المؤتمرين؛ يتم اختيار المرشح الديمقراطي والمرشح الجمهوري لخوض السباق الرئاسي المرتقب في نوفمبر المقبل. وتُطرَح تساؤلات عن قدرة هيلاري كلينتون، المرجَّحة منذ مدة طويلة لحيازة ثقة الديمقراطيين، على تخطِّي الاختبار الأول. وتترشح كلينتون من موقع قوة بحكم تجربتها السياسية التي تقلَّدت فيها مواقع السيدة الأولى ووزيرة الخارجية إضافةً إلى كونها سيناتورة سابقة. لكن السيناتور "الديمقراطي" عن فرمونت، بيرني ساندرز، تمكن من جذب شباب الحزب الذي يحلُم بثورة في واشنطن وبإقامة سجن في "وول ستريت". ولحِقَ ساندرز، الذي يميل إلى الاشتراكية، بوزيرة الخارجية السابقة في استطلاعات الرأي في أيوا؛ حيث ضمَّت تجمعاته 40 ألف شخص في الإجمال، بحسب تقديره. واحتلاله المرتبة الأولى في الأول من فبراير ولو بفارق ضئيل؛ سيُكرِّس مصداقيته ويدعم حظوظه في المحطات التالية خاصةً في انتخابات نيوهامشر في ال 9 من فبراير. وفي الجانب الجمهوري؛ يتنافس مرشحان رئيسان على أصوات المحافظين "الغاضبين" من النخب السياسية و"النظام القائم"، وهما دونالد ترامب وتيد كروز. ويتصدر الملياردير ترامب مرشحي الحزب على الصعيد الوطني. ولدى الجمهوريين في أيوا؛ يجري التصويت ببطاقة سرية. لكن لدى الديمقراطيين؛ سيُعلِن كل ناخبٍ أي مرشح يدعم، وهو ما يجعل المشاركة تقتصر على الملتزمين سياسياً. وخلال اليومين المقبلين؛ تنظِّم هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز ودونالد ترامب وتيد كروز 18 تجمعاً جماهيرياً. ويرسل كل فريق جيوشاً من أنصاره يقرعون أبواب الناخبين الذين تفيد معطياتهم بأنهم من المؤيدين المحتملين؛ لحثهم على التوجه إلى صناديق الاقتراع في الأول من فبراير عند السابعة مساءً بالتحديد بالتوقيت المحلي.