فيما اقترحت سيئول بدء محادثاتٍ خماسيةٍ دوليةٍ حول البرنامج النووي لبيونغ يانغ؛ دعا المحقق الأممي، مرزوقي داروسمان، العالم إلى مساندة إجراء محاكمةٍ جنائيةٍ لقادة كوريا الشمالية مع غياب أي تحسُّن في سجلِّها لحقوق الإنسان. ويأتي حديث المحقِّق بعد عامين على صدور تقريرٍ مفصَّلٍ من الأممالمتحدة عن ارتكاب النظام الكوري الشمالي فظائع على غرار ما كان يحدث في ألمانيا إبان الحكم النازي. ورأى داروسمان، في تصريحاتٍ أمس من جنيف السويسرية، أنه «بالإضافة إلى استمرار الضغوط السياسية لحث جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية على تحسين أوضاع حقوق الإنسان؛ لابد من السعي الآن لإلقاء المسؤولية الجنائية على قيادة هذا البلد». في مسارٍ مختلف؛ دعت رئيسة كوريا الجنوبية، باك جون هاي، إلى محادثات بين 5 دول ليس من بينها الجارة الشمالية لمناقشة البرنامج النووي للأخيرة. وجاءت تعليقات باك جون هاي وسط مساعٍ دبلوماسية تشمل واشنطنوبكين مع سعي المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ بعد تجربتها النووية الرابعة التي أجرتها في ال 6 من يناير الجاري. واعتبرت باك، في تعليقاتٍ من قصر الرئاسة في سيئول أمس، أن «المحادثات سداسية الأطراف كانت مفيدة في السابق كإطار لحل المسائل النووية الكورية الشمالية من خلال الحوار، لكن عدم تحقيق تقدمٍ ملموسٍ في تلك المحادثات نحو نزع الأسلحة النووية؛ يثير تساؤلات بشأن فاعليتها». وتدعو بكين، الحليف الرئيس لبيونغ يانغ، إلى استئناف المحادثات السداسية التي تشمل الكوريتين والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا بهدف كبح البرنامج النووي الكوري الشمالي. لكن سيئول تتحدث عن مفاوضات جديدة خماسية. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، المحادثات السداسية ب «أفضل وسيلة حتى الآن لحل المشكلة»، حاثاً إلى استئنافها في أقرب وقت ممكن. وفشلت محاولات عديدة لاستئناف هذه المحادثات منذ انهيار جولتها الأخيرة في عام 2008. ودعت الرئيسة باك الأطراف المعنيَّة إلى إيجاد مقاربات متعددة ومبتكرة مثل محاولة إجراء محادثات خماسية الأطراف تستثني الجارة الشمالية. وعدَّت دور الصين ضرورياً «لتبني عقوبات قوية في مجلس الأمن الدولي». وجدَّدت دعوتها بكين إلى التحرك، قائلةً «أتوقع أن تتخذ الصين إجراء فاعلاً يمكن أن يجعل كوريا الشمالية تدرك أن تطوير أسلحة نووية غير مجدٍ». في غضون ذلك؛ أعلنت بيونغ يانغ توقيف طالب أمريكي بتهمة التحضير ل «أعمال معادية بأمر من واشنطن» بعدما دخل الأراضي الكورية الشمالية بتأشيرة سياحية. ويتزامن توقيف الطالب مع حساسية كبيرة على الصعيد الدبلوماسي. ونسبت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إلى الطالب، فريديريك أوتو وارمبير، من جامعة فرجينيا «محاولة زعزعة أسس وحدة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بأمر من الحكومة الأمريكية». وأوردت الوكالة أمس أن وارمبير «أوقِفَ بينما كان يقوم بنشاطات معادية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وهو يخضع لتحقيق حالياً». وعادةً ما تستخدم بيونغ يانغ عبارات «النشاطات المعادية» ضد الأجانب الذين يتم توقيفهم على أراضيها، وهي تهمة تشمل سلسلة مخالفات من التجسس إلى النشاطات التبشيرية.