تواصل السلطات الأمريكيةوالعراقية البحث عن 3 أمريكيين أبلغ متحدث أمني عراقي رفيع عن تعرضهم للخطف من داخل شقة «مشبوهة» في منطقة الدورة جنوبيبغداد. وقال الناطق باسم عمليات بغداد، العميد سعد معن، في بيانٍ مقتضب «تأكَّد لدينا اختطاف 3 أشخاص يحملون الجنسية الأمريكية خلال وجودهم في الدورة (حي الصحة) داخل شقة مشبوهة». والثلاثة هم أول مجموعةٍ من الأمريكيين تتعرَّض منذ سنوات للخطف في العراق المضطرب. وأكد العميد معن مباشرة القوات الأمنية البحث عن المختطفين واتخاذ الإجراءات اللازمة. ووفقاً لضابط برتبة عقيد؛ فإن «المترجم الذي يعمل معهم دعاهم إلى شقة في الدورة لتمضية سهرة حمراء، لكن ميليشيات مجهولة اقتحمت المكان واختطفتهم». وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أفاد ب «تلقِّينا تقارير عن فقدان مواطنين في العراق»، مُبيِّناً «نعمل بالتعاون الكامل مع السلطات هناك لتحديد مكان هؤلاء الأشخاص واستعادتهم». وشدَّد كيربي «سلامة وأمن المواطنين في الخارج هما أولوية قصوى لدينا»، دون أن يحدِّد عدد المختطفين أو ظروف اختفائهم. بدوره؛ استنكر رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، تزايد حالات خطف الأجانب «الأمر الذي من شانه أن يسيء إلى علاقاتنا مع الدول الأخرى». واعتبر أن «اختطاف المواطنين الأمريكيين ومن قبلهم الصيادين القطريين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً؛ يشير دون شك إلى تنامي عمل العصابات المنظمة ويسيء إلى علاقات البلاد مع الدول الشقيقة والحليفة والصديقة». وكان عدد من القطريين والأتراك تعرضوا للخطف مؤخراً، لكن العراقيين هم الأكثر عرضة للخطف في بلادهم إما انتقاماً أو لطلب فديات. واختطف تنظيم «داعش» الإرهابي الآلاف وأعدم كثيرين منذ عام 2014، كما نفذت فصائل شيعية مسلحة معارضة له كثير من عمليات الخطف والقتل. وتحدث عقيد في الشرطة العراقية، طلب عدم كشف هويته، عن تركُّز عملية البحث حالياً على جمع المعلومات الاستخباراتية للتوصُّل إلى مكان الأمريكيين الثلاثة ومترجمهم. وأشار إلى ارتداء الخاطفين أزياء عسكرية ما يعكس انتماءهم إلى ميليشيا. ولدى سؤاله عن المختطفين؛ ردَّ العقيد «لا نعرف ماذا كانوا يفعلون». وكانت السلطات العراقية لجأت إلى الفصائل شبه العسكرية الشيعية المدعومة من إيران للمساعدة في مواجهة «داعش». ولعبت هذه الفصائل المعروفة باسم «الحشد الشعبي» دوراً كبيراً في القتال ضد التنظيم. لكنها متهمة كذلك بارتكاب انتهاكات بينها عمليات إعدام تعسفية وخطف وتدمير للممتلكات. وتقود الولاياتالمتحدة تحالفاً من عشرات الدول يقصف آلافاً من أهداف التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا ويتولى تدريب القوات العراقية. كذلك؛ أرسلت واشنطن قوات خاصة إلى العراق لشن عمليات ضد متطرفين. ورغم مواجهة القوات الأمريكية وفصائل الحشد الشعبي للتنظيم؛ فإن العلاقات بين الجانبين تتسم بالتوتر خصوصاً بسبب معارك قديمة بينهما بعد الاجتياح الذي قادته واشنطن للعراق في عام 2003. كما أن لدى عناصر «داعش» كثيراً من الدوافع لاستهدف الأمريكيين. ورغم تنفيذهم تفجيرات في بغداد؛ فإن وجودهم ليس كبيراً فيها. وخُطِفَ عشرات الأجانب في العراق في حادثين خلال الأشهر الخمسة الماضية. والشهر الماضي؛ خطف مسلحون أكثر من 20 قطرياً دخلوا إلى جنوب البلاد بهدف الصيد، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، كما لم تُعرَف هويات خاطفيهم. لكن الفصائل الشيعية المسلحة تتركَّز في منطقة الجنوب. وجاء خطف القطريين بعد 3 أشهر من خطف 18 تركياً في بغداد تم الإفراج عنهم لاحقاً دون تعرضهم لأذى. واشتبكت قوات الأمن مع مسلحين من «كتائب حزب الله» خلال البحث عن الأتراك. ولم يتعرض أمريكي لخطف في العراق منذ سنوات. وكان آخرهم عيسى صالومي، وهو من أصل عراقي فُقِدَ في بغداد في يناير 2010، وأفرجت عنه لاحقاً جماعة «عصائب أهل الحق» الشيعية التي تعد من الفصائل الرئيسة في «الحشد الشعبي».