تبحث السلطات الأميركية والعراقية اليوم (الاثنين) عن ثلاثة أميركيين خطفوا في العراق، هم أول مجموعة من الأميركيين الذين يخطفون في العراق منذ سنوات. وصرح الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أنه «تلقينا تقارير عن فقدان مواطنين أميركيين في العراق. ونعمل بالتعاون الكامل مع السلطات العراقية لتحديد مكان هؤلاء الأشخاص واستعادتهم». وأضاف أن «سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في الخارج هما أولوية قصوى لدينا»، من دون أن يحدد عدد المخطوفين أو ظروف اختطافهم. من جهته، أكد عقيد في الشرطة العراقية طلب عدم كشف هويته، أن «ثلاثة أميركيين ومترجمهم العراقي خُطفوا جنوببغداد». وأكد العقيد اليوم أن «البحث يتركز حالياً على جمع المعلومات الاستخباراتية». وذكر سابقاً أن «الخاطفين عناصر مليشيا يرتدون أزياء عسكرية». وعن الأميركيين، قال: «لا نعرف ماذا كانوا يفعلون». وكان قطريون وأتراك خُطفوا أخيراً، في حين كان العراقيون هم الأكثر عرضة للخطف، إما انتقاماً أو لطلب فديات. ولم يتعرض أميركيون إلى الخطف في السنوات الأخيرة. وخطف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق العام 2014، آلافاً وأعدم كثيرين. وقامت فصائل شيعية مسلحة معارضة للمتطرفين بالكثير من عمليات الخطف والقتل. وكانت السلطات العراقية لجأت إلى قوات «الحشد الشعبي» المدعومة من إيران للمساعدة في مواجهة تنظيم «داعش». ولعبت هذه القوات دوراً كبيراً في القتال ضد التنظيم المتطرف، إلا أنها متهمة بارتكاب انتهاكات بينها عمليات إعدام تعسفية وخطف وتدمير للممتلكات. وتقود الولاياتالمتحدة تحالفاً دولياً يقصف أهداف عدة للتنظيم في سورية والعراق، ويتولى تدريب القوات العراقية. وأرسلت واشنطن قوات خاصة إلى العراق لشن عمليات ضد متطرفين. وعلى رغم أن القوات الأميركية و«الحشد الشعبي» يقاتلان التنظيم المتطرف، إلا أن العلاقات بين الجانبين تتسم بالتوتر، خصوصاً بسبب المعارك التي خاضها الجانبان بعد الاجتياح الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في العام 2003. كما أن «داعش» لديه الكثير من الدوافع لاستهداف الأميركيين، لكن على رغم أن التنظيم استطاع تنفيذ تفجيرات في بغداد، لكن وجوده ليس كبيراً في المدينة. واشتبكت قوات الأمن العراقية مع مسلحين من كتائب «حزب الله» خلال البحث عن الأتراك المخطوفين. ولم يتعرض الأميركيون في العراق للخطف منذ سنوات. وكان آخرهم عيسى صالومي (أميركي من أصل عراقي) فقد في بغداد في كانون الثاني (يناير) 2010، وأفرجت عنه لاحقاً جماعة «عصائب أهل الحق» التي تعد إحدى القوى الرئيسة في «الحشد الشعبي».