غداة الاعتداءات الإرهابية في جاكرتا؛ ينصبُّ التركيز بشكلٍ أساسي على مجموعةٍ صغيرةٍ من المتطرفين من جنوب شرق آسيا تُدعى «كتيبة نوسانتارا» وترتبط ب «داعش». وأعلن التنظيم الإرهابي، المتركِّز خصوصاً في سوريا والعراق، مسؤوليته عن تفجيراتٍ انتحاريةٍ وهجماتٍ داميةٍ وقعت أمس الأول في وسط العاصمة الإندونيسية وأسفرت عن مقتل اثنين من المدنيين والمهاجمين الخمسة. واعتبر رئيس شرطة جاكرتا، تيتو كرنافيان، أن «التنظيم يغيِّر استراتيجيته، حيث أقام شبكاتٍ حول العالم في أوروبا وإفريقيا وتركيا وجنوب آسيا». وأشار جهازه إلى «كتيبة نوسانتارا»، وهي مجموعةٌ صغيرةٌ من التابعين للتنظيم الإرهابي يتحدثون المالاي ويقاتلون في سوريا. وحتى الآن؛ لم تعلن هذه المجموعة، التي تضم إندونيسيين وماليزيين، مسؤوليتها بشكلٍ مباشرٍ عن هجمات الخميس. لكن الأمن الإندونيسي يُرجِّح وقوف زعيمها بحر النعيم، الذي يقاتل في سوريا على الأرجح، خلف التفجيرات من خلال إصدار تعليماتٍ للموالين له في جنوب شرق آسيا. وعرَّفت بعض وسائل الإعلام النعيم على أنه موظف سابق في مقهى للإنترنت. وذكر محللون أنه سُجِنَ لفترة قصيرة في إندونيسيا لتورطه المفترض في أعمال إرهابية وعلاقاته بجماعات متطرفة أخرى في السابق. وتحدث الخبير في كلية الدراسات الدولية في سنغافورة، جوزف ليو تشين يون، عن النعيم باعتباره «عنصراً متطرفاً.. كان يملك موقعاً إلكترونياً يُمجِّد داعش واحتفل تحديداً باعتداءات باريس» في ال 13 من نوفمبر الماضي. وكانت إندونيسيا استُهِدَفت بهجماتٍ على نطاقٍ واسعٍ من قِبَل المتطرفين بين عامي 2000 و2009، لكن خطواتٍ أمنيةٍ سمحت في وقتٍ لاحق بإضعاف الشبكات العنيفة. وإذا كانت «كتيبة نوسانترا» مسؤولة عن هجمات الخميس؛ فإنها ستكون الأولى لها بهذا الحجم، ما يُشكِّل تحدياً للسلطات التي ستحاول مُجدَّداً إبعاد خطر التطرف. وتعتقد الخبيرة في شؤون الإرهاب الإقليمي، سيدني جونز، في مقالةٍ صدرت مؤخراً حول الكتيبة أن «أحد العوامل التي أنقذت جاكرتا في السنوات الخمس الماضية هو انعدام الرؤية لدى الإرهابيين المحليين». واستدركت «لكن لدى بحر النعيم وبعض أصدقائه رؤية أوسع للأمور». في الوقت نفسه؛ لاحظ محللون عودة بعض المقاتلين الآسيويين من سوريا والعراق بخيبة أمل كبيرة إما بسبب قلة الاحترام أو لعدم إسناد أي مسؤوليات لهم. لكن اللغة والثقافة المشتركة لدى أفراد «كتيبة نوسانتارا» يمكن أن تؤدي إلى هجمات منسقة جديدة في الشرق الآسيوي وتضاعف عمليات تجنيد المقاتلين للتوجه إلى سوريا، وفقاً لعددٍ من الخبراء.