حينما يكون الطالب الجامعي على وعي بدوره تجاه نفسه وجامعته ومجتمعه، يصبح المجتمع الجامعي متميزاً، ومن ثم ينعكس ذلك على العملية التعليمية من جانب، وعلى تقدم المجتمع المحيط به من جانب ثانٍ. وإذا نظرنا إلى تلك الحملات التوعوية المتعددة، التي قام بها طلبة كلية الآداب في جامعة الملك فيصل لهذا الفصل الدراسي، وما أحدثته من تأثير تخطى أسوار الجامعة إلى المجتمع، بل وتناقلته الصحف ليكون نموذجاً لطلبة بقية الجامعات داخل المملكة وخارجها، فسنجد أنفسنا أمام ظاهرة صحية، نشكر من خلالها تلك البيئة الجامعية، التي أفرزت هذا التفاعل، فلولا وجود الإدارة الواعية، التي تعطي الطالبَ فرص التعبير لما تحقق من ذلك شيءٌ، فالجامعة تنهض بطلابها، والمجتمع ينهض بأفراده. وقد جاءت حملة «عفواً… وطني أولاً» لتتجاوز آثارها الإيجابية والتفاعل معها حدود المملكة إلى البلاد المجاورة على نحو ما جاء من مقالات في القبس الكويتية، وصوت الإمارات، فضلاً عن وكالات الأنباء السعودية، وكافة الصحف والمواقع الإخبارية، بتنظيم من طلاب قسم الاتصال والإعلام، فأظهرت الانتماء الحقيقي إلى الوطن، الذي يتصف باللحمة الواحدة بعيداً عن الانحراف والتشدد، وكذلك جاء معرض طلاب قسم الدراسات الإسلامية بعنوان «عقيدتنا الإسلامية والمذاهب المعاصرة» ليكشف جوهراً أصيلاً في ديننا الحنيف حيث التسامح والوسطية والاعتدال نتيجة الفهم الصحيح لجوهر الإسلام عقيدة وسلوكاً، كما أن معرض طلاب قسم الدراسات الاجتماعية، الذي حمل عنوان «الجمعيات الخيرية والاجتماعية في الأحساء» جاء ليكون صورة أخرى من صور التعاون والتكافل من خلال بيان دور تلك الجمعيات الخيرية تجاه المحتاجين بتكاتف أبناء المجتمع الواحد، وكذلك حملة طلاب قسم الاتصال والإعلام «معاً لوطن خالٍ من الإدمان» جاءت لتؤكد إدراك الشباب الخطورة التي تمثلها تلك الآفة ليس فقط على مَنْ يقوم بتعاطيها، بل على المجتمع كله، خاصة أنها تستهدف شباب الأمة، الذين يمثلون قلبها النابض، وسواعدها الفتية. وعلى الجانب الآخر، تأتي الحملات التوعوية من القسم النسائي للآداب، لتعطي صورة أخرى من صور الوعي، وهنا أكتفي بذكر حملة «مصحفي صحبتي»، وما يمثله المصحف من أثر إذا كان في صحبة أبناء المجتمع وبناته، وهو الكتاب «الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه»، وتأتي حملة «رسالة إلى مرابط» لتؤكد إدراك الطالبات دور الجنود البواسل، الذين يقدمون أرواحهم فداء لدينهم، وصوناً ودفاعاً عن وطنهم، ومن أبرز تلك الرسائل: «إلى كل المرابطين استودعناكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. والله ينصركم على عدوه وعدوكم.. ويرحم الشهداء الأبرار».