تساءل الزميل أحمد عدنان، وهو من الكتاب اليوميين في جريدة «الشرق» الراكضة بقوة نحو التميز، سؤالاً لا يقتصر عليه، وإنما يردده الشارع الرياضي دون أن يجد له إجابة مقنعة! لماذا منصور البلوي بالذات لم يشمله العفو الذي تكرر من اتحاد الكرة في غير مرة؟ مع أن العفو امتد إلى رياضيين أجانب سواء كانوا مدربين أو لاعبين، بينما منصور مواطن أحب خدمة وطنه من خلال الرياضة؟! السؤال الأهم: هل كانت قرارات العفو تستثني منصور البلوي شخصياً من كل حالات العفو التي صدرت في عدة مناسبات؟منصور البلوي غير ما قدمه للكرة السعودية، من خلال ترؤسه لنادي الاتحاد الذي حقق به بطولة الأمم الآسيوية للأندية، وصعد به إلى نهائيات كأس العالم للأندية، هو من تبرع بكامل مداخيل ناديه في مباريات زين لمصلحة أسر ضحايا المنافحين عن الوطن، وترك البلوي لاتحاد الكرة اختيار الطريقة التي يوزع بها المداخيل.وهو الذي ساهم مالياً وبسخاء في إنجاح أول دورة إسلامية رياضية استضافتها المملكة، من خلال رعاية مجموعة (إنسان). وهو الذي بادر إلى تكريم لاعبي المنتخب، في وقت لم يهتم فيه أحد من رجال الأعمال بذلك الإنجاز. وهو الذي رفع سقف الاحتراف، وأعطى اللاعب السعودي حقه، وشجعه على الاحتراف بعد أن كان اللاعب أو أسرته يرفضان الاحتراف لتواضع مداخيله، قبل أن تتحول من الآلاف إلى الملايين. منصور البلوي مواطن سعودي، ومن عمق هذه الأرض ظهر، وعلى سطحها تعلم واجتهد، ليكون له دوره في نهضة رياضة الوطن من خلال نادي الاتحاد.لنفترض أن البلوي أخطأ، وكل بني آدم خطّاء، إلا من رحم ربي، فهل العفو يستثني البلوي فقط؟ وهل يعقل أن تترصد حالات العفو منصور، وهو المواطن الذي يمتد خيره إلى غيره من المواطنين وغير المواطنين؟! المشكلة التي تحير الجماهير، خاصة المتابعين للمواقع الإلكترونية، أنها تقرأ كلاماً ولا تجد حقيقة هذا الكلام! المسؤول الأول عن الرياضة السعودية يقول من حق البلوي أن يرشح نفسه لرئاسة نادي الاتحاد، وفي نفس الوقت تتداول الشائعات بأنهم يرسلون من يقنع البلوي بعدم ترشيح نفسه! أمّا لماذا؟ فهذا هو السؤال المحير! ولماذا يترصده الكثيرون؟ ولماذا يحرم حقه الذي يكفله له الوطن ووطنيته التي لا تحتاج إلى برهان؟ فهي واضحة كالشمس، لكن هناك من يحاول أن يغطي الشمس بغربال! عبدالعزيز الشرقي