أمة اقرأ لا تقرأ هكذا تحدث بعضهم والألم يعتصر قلبه استنكارا وشجبا للحالة التي تمر بها الأمة الإسلامية جمعاء، والخليج العربي بالخصوص، من عزوف واضح وجلي، تكمن أهمية القراءة في فتح آفاق أوسع للتفكير والانطلاق نحو قراءة المجتمع بكل أبعاده وجوانبه بشرط الهروب من ثقافة أحادية الرأي والتشبث بالقول الواحد وغيري خطأ يستحق العذاب والتسقيط والتي أصبحت ثقافة يختبئ خلفها بعضهم خوفاً على الانحرافات العقائدية والدخول إلى جهنم. وبالتالي من المهم أن نطرح السؤال التالي لماذا نقرأ؟ واقع حصر الإجابة في كلمات معدودة فيه ظلم, ولكن نحن نقرأ لنرتقي بفكرنا وثقافتنا نحو أفق أوسع، نقرأ من أجل معرفة كيف يفكر الآخر، نقرأ لنتواصل مع أفكار وآراء شخصيات ورموز لها حضور اجتماعي وفكري وديني وسياسي وأدبي وفلسفي، سواء اختلفنا معها أو اتفقنا الجميل الاطلاع على كل الآراء والهدف من ذلك ليس الإيمان بها بقدر إلا أن نكون سببًا في تشويه صورة إنسان اختلفنا معه. وللانضمام في دائرة القطيع، يقول الإمام علي -رضي الله عنه- (الناس ثلاثة: فعالم ربّاني، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع: أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق). صنف من المجتمع وليس بالقليل يرفض القراءة بداعي أنها كتب ظلال وانحراف ويبدي رأيه حول ذلك المؤلف وذلك الشاعر، وذلك الرمز بكل وقاحة وازدراء،ويساهم بكل ما أوتي من قوة للرد عليها ولو تمكن من حرق كتبهم لحرقها، وهؤلاء ليسوا من العوام دائماً بل شخصيات لحضورها في المجتمع من رجال دين وأكاديميين ومثقفين، وهذه هي الطامة الكبرى أعتقد أن من يملك ثقافة حية ومنوعة ومنفتحة على كل التيارات والنتاج الفكري بجميع أنواعه يصعب أدلجته واستحماره .يقول المفكر الإسلامي عباس محمود ‹ليس هناك كتاب أقرأه ولا أستفيد منه شيئا جديدا وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني. القراءة تعني الحياة وزيادة وتراكم الخبرات،كما أنها تعطيني قفزة نوعية على الصعيد الفكري والثقافي والاجتماعي، لذا بمقدار ما نقرأ بمقدار ما نرتقي، القراءة تصنع الرجال كما قال فرانسيس بيكونوليس، ليس كل قراءة إنما القراءة التي تخلق إنسانا يعي معنى الإنسانية.