هزَّ انفجاران مسجدَين سنّيين في الحِلَّة «جنوببغداد »، في وقتٍ اغتال مسلحون مؤذِّنَ مسجدٍ ثالثٍ شمال المدينة، ما جدَّد مخاوف من عودة العنف الطائفي في العراق على غرار أحداث عامي 2006 و2007. وأكدت مصادر مسؤولية مجموعةٍ من المسلحين يرتدون زياً عسكرياً في تفجير عبوتين ناسفتين محليتي الصنع في مسجدين سنيَّيَن في الحلة (80 كلم جنوب العاصمة). واتهم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، تنظيم «داعش» الإرهابي بالوقوف وراء التفجيرات. ونقل بيان مقتضب عن مكتب العبادي قوله «وجَّهنا قيادة عمليات بابل بمطاردة العصابات المجرمة من دواعش وأشباههم؛ التي اعتدت على المساجد لإثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية». وأفاد ضابطٌ برتبة نقيب في الشرطة بتعرض مسجد عمار بن ياسر في حي البكرية لتفجير ليل الأحد – الإثنين. وأشار إلى «تحركنا نحو الموقع بعد سماع صوت الانفجار، وتبيَّن أنه تمَّ زرع عبوات ناسفة في المسجد». ونقل الضابط عن عددٍ من أهالي المنطقة، أن «مجموعة يرتدي أفرادها ملابس عسكرية نفذت العملية ولاذت بالفرار»، ملاحظاً تعرض نحو عشرة منازل قرب المكان إلى أضرار جرَّاء التفجير. وأبان شاهد عيان يسكن قرب المسجد أن «المسلحين اقتادوا أحد النازحين من الأنبار، يسكن في المسجد مع عائلته، إلى مسافة قريبة وقتلوه بالرصاص». وأكد طبيب في مستشفى الحلة تلقي جثة الضحية. فيما فجرت مجموعة من ثلاثة أو أربعة اشخاص يستقلون سيارة صغيرة مسجد الفتح الواقع في قرية سنجار في الجانب الغربي من المدينة، وفقا لمصدر. وأبلغ طبيبٌ على الإثر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح. يأتي ذلك بعد ساعاتٍ من اغتيال مسلحين مجهولين مساء الأحد إمام ومؤذن جامع محمد عبد الله جبوري السني، طه الجبوري، في ناحية الاسكندرية (40 كلم جنوببغداد)، وفقاً لمصدر شرطي. وتقع منطقة الاسكندرية ذات الغالبية السنية في «مثلث الموت» حيث مناطق يسكنها سنة جنوب العاصمة. وشهد المثلث أعمال عنف يومية خلال الأعوام التي أعقبت اجتياح العراق في 2003. واعتبرت وزارة الداخلية أن «هذه الاعتداءات محاولات يائسة لاستعداء الطوائف ضد بعضها». وتعهدت في بيانٍ لها ب «التصدي بحزم وقوة ضد كل محاولة تمسُّ مكانة المجتمع». في السياق نفسه؛ كشف مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل، فلاح الراضي، عن «تشكيل لجنة تتولى التحقيق في هذه الحوادث (…) وتعزيز الحماية لجوامع أهل السنة والتصدي للخارجين عن القانون». و«بدأت كثير من العائلات تشعر بالخوف من احتمال عودة الإرهاب كما حدث خلال أعوام العنف الطائفي»، بحسب علي حمزة الذي يعمل موظفاً حكومياً في الحلة ويبلغ 27 عاماً. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات.