ترى ما هو السر وراء إنضمام المرأة لتنظيم داعش الإرهابي؟ لم يكن هناك مكان ولا وجود للمرأة في أي من التنظيمات التي أسست للإرهاب، وأعلن عليها الحرب دوليا كتنظيم (القاعدة) مثلا. تنظيم داعش كان جاذبا للمرأة في مختلف أنحاء العالم، وسر ذلك يكمن في الدعاية له عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، حيث تم توظيف المرأة كمروجة لأفكار داعش وإغرائها بالمال والجنس، وكمجاهدة السعي للوصول إلى حلم الخلافة!! عناوين جاذبة للشباب رجالا ونساء لانضمامهم لتنظيم داعش، بإغراءات نكاح الجهاد والفوز بالحور العين، مما يعني (الإشباع الجنسي)، ثم الإغراء بالمال بدفع رواتب عالية بالدولار، للهروب من البطالة والفقر الذي يعاني منه مختلف الشباب. في دراسة حديثة نشرت، عن برامج الحركات الإسلامية بالمركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، أشارت الدراسة إلى «ظاهرة انضمام النساء لصفوف تنظيم داعش، كمقاتلات، ويُطلِقُ عليهن في تنظيم داعش «المجاهدات»، أثار الكثيرَ من التساؤلات حول وجود المجندات الذي بات لافتا للنظر، من خلال ظهورهن في أفلام التنظيم سواء في التعذيب أو الذبح، ضمن صفوف الإرهابيين الدواعش، وقد اكتشف العديد من الشبكات والقنوات المشبوهة التى تعمل على تجنيد النساء والفتيات للانضمام إلى التنظيم من عدة دول، بما فيها الدول الأوروبية». تؤكد الدراسة أن ظاهرةُ «الداعشيات» أو «المجاهدات» ترتبط بالدولة الإسلامية بأبعادٍ أخطر مما هو متوقع، لأن دورها أخطر من مجرد مشاركة النساء فى القتال، والأهم دوافعهن لانضمامهن، وقبول الحياة فى تلك الظروف الصعبة، والانسياق وراء الفكر الأسود، وتشير الدراسة إلى أن ما يقلق قادة داعش، مستقبل هؤلاء الداعشيات والتداعيات المحتملة لوجودهن على التركيبة السكانية داخل التنظيم وخارجه، وهى الصورة التى وإن لم تبرز بوضوح إلى الآن فإن بعض ملامحها قد اتضحت في كثير من الدول، مثال ذلك (تاشفين مالك) المرأة التي تورطت في الهجوم الإرهابي الذي شهدته كاليفورنيا الشهر الماضي، وقد أعلنت مبايعتها لزعيم داعش عبر صفحتها في الفيسبوك. وما حدث في باريس أيضا. النساء الداعشيات، يأتين من كل دول العالم، ولا يقتصر على جنسية معينة ولا دولة بعينها، بل يأتين من كل حدب وصوب في العالم شرقه وغربه، والأدهى من ذلك أنه يضم أديانا مختلفة (المسيحية)، (البوذية) و(اليهودية) بالإضافة للمسلمات المتشددات. وغالبيتهن من شمال إفريقيا وبعض الدول العربية، كما تأتي الداعشيات من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وهن بنات المهاجرين الذين يحملون جنسيات أوروبية مختلفة. وتشير الإحصاءات إلى أن منطقة آسيا الوسطى تُعد من المناطق الرئيسة المُصدِّرة للنساء اللائي تم تجنيدهن من قبل تنظيم داعش، وأعمارهن ما بين 18و21 عامًا، وهو سن غالبية المجندات المنضمات لصفوف التنظيم الإرهابي. تقول البروفيسورة نيمي جورينثان الأستاذة في كلية سيتي بنيويورك المتخصصة في شؤون المرأة والعنف الجنسي، نحن بحاجة ملحة لمعرفة دوافع النساء المنضمات للتنظيم الإرهابي داعش، من أجل القتال في صفوفه، والانخراط في أعماله الإرهابية، لأن من الواضح أن وجود النساء في داعش أساسي، في الوقت الذي لم يكن لها مكان في التنظيمات المشابهة، ولكن قادة داعش فكروا في أن تكون من أكثر إشارات الترغيب للانضمام في داعش، إشباع الرغبات الجنسية من خلال (نكاح الجهاد) جهاد المرأة بجسدها لإشباع رغبات المجاهدين، وما لبث أن تأقلمت المرأة الداعشية مع أجواء الإرهاب، فشكلوا كتيبات نسائية في صفوف المجاهدين، والمشاركة في تنفيذ إعدامات النساء. والمرأة هنا ظالمة ومظلومة ممن اختطفن وأجبرن على الانضمام للتنظيم، أو المنجذبات برغبتهن كمجندات داعشيات.