لا تستهينوا بالامر ولا تقللوا من شأنهم ولا تديروا وجوهاً ممتعضة وتقولوا الحمد لله أنا بعيد وأبنائي وبناتي بعيدون.. إنهم وإنهن هنا على امتداد اليد امام العيون يبرزون بضغطة زر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر والمدونات الخاصة ويتحدثون بطلاقة ويقدمون للعقول العطشى التي شققها الجفاف وعوداً بالعسل والحور العين.. يتلاعبون بالعواطف والمشاعر، يأججون الفتن ويرسمون الصور الوردية المؤطرة بالبطولة والقوة والشهادة والانتصار للحق وتبني قضية.. هم يقدمون كل هذا فماذا نقدم نحن بالمقابل.. اوقات فراغ طويلة، قوائم محظورات كثيرة، ووسائل ترفيه وتقنية حديثة تخبىء لاولادنا الجمر دون ان ندري وتقدم لهم البديل المفخخ دون ان نشعر فتستقطبهم بقوة الجاذبية ونحن في غفلة. شباب وشابات يغادرون اوطانهم يهربون من بيوتهم يعرضون انفسهم للخطر ويورثون اهاليهم الحسرة لينضموا الى داعش.. لماذا؟ شابات نشأن في ظل الحرية والمدنية وحقوق الانسان تغريهن تغريدات داعشية تتستر خلف لوحة مفاتيح لتعدهن بالجنة وتدعوهن ان يصبحن زوجات لمجاهدين وأرامل شهداء! "نساء داعش" اللغز الكبير وعلامات التعجب المقلقة في القوة الارهابية الغاشمة التي برزت للعالم من مجاهيل الكهوف وسفوح الجبال، خليط من كل نساء العالم مثقفات متعلمات وربات بيوت فاعلات امهات وصبايا مراهقات عربيات وغربيات.. تركن طوعاً حياة الحضارة والعصر الحديث وتوجهن بتصميم نحو ارض المعارك والحروب نحو جماعة داعش الارهابية التي تتباهى بجز الرؤوس وحرق النفوس وسبي النساء وبيع السبايا.. لماذا؟ داعشيات.. لماذا؟ رغم ما تتناقله وسائل الاعلام المختلفة من سلوكيات منفرة تتسم بالقسوة والارهاب ضد المرأة من سبي وبيع ورجم ونكاح جهاد وغير ذلك الا ان عدداً من النساء ينضممن او يعلن انضمامهن لهذا التنظيم عربيات وغربيات.. لماذا ؟! تقول الباحثة الاسبانية ناعومي راميريث دياث من جامعة مدريد والخبيرة بالشؤون السورية: بالنسبة لي، هذه الظاهرة لها علاقة بالهوية، خاصة عند من تربى كمسلم في دول غير إسلامية، أي تلك الدول التي ليست أغلبية السكان فيها من المسلمين، أو عند من اعتنق الإسلام، ويبحث عن إطار يحس به بإسلاميته. وطبعاً هذا له علاقة بما اسماه الاديب أمين معلوف الهويات المتقاتلة، فالشخص الذي يشعر بالانتماء إلى سياقين مختلفين يعاني عادة من نوع من التناقض بينهما فيحاول التخلص منه. وهنا تلعب دعاية داعش دوراً مهماً في جذب هؤلاء إلى ما تُظهره على أنه العودة إلى الهوية الإسلامية الصحيحة والإطار الإسلامي الطاهر. ونجاح هذه الدعاية يعيدنا إلى فترة الهجرة اليهودية إلى الكيبوتس التي رسمتها الآلة الدعائية اليهودية على أنها المكان المناسب لمن يريد أن يعيش حياة مثالية مرتبطة بالهوية اليهودية. هذا طبعاً بشكل عام. السعودية نادين السياط: نجاح برنامج المناصحة أدى إلى تطبيق برامج مماثلة في بعض الدول أما الإناث، فلا أظن أن هناك فرقاً بين الرجال والنساء فيما يخص إغراء داعش لهم، فمن ينضم إلى صفوف هذا التنظيم يفعل ذلك للقيام بما يعتبره واجبه الشرعي تجاه المشروع الإسلامي كرجل أو كامرأة، دون معرفة فعلية عم سيحدث له هناك. وفي حالة النساء (خاصة من دول أوروبية)، فأظن (أو أريد أن أحسن الظن) أنهن غير واعيات بالولع الجنسي الموثّق عند المنتمين إلى داعش (الذي لا علاقة له لا بالمشروع الإسلامي ولا بالجهاد)، وأنهن يتجاهلن العواقب التي ستفرض على حركتهن تحت سلطة ذلك التنظيم. أي، أرى أنهن، في بحثهن عن الهوية، يرون في دعاية داعش الإجابة عن تسؤلاتهن حول دورهن في خدمة ما يسمى المشروع الإسلامي. ولكن، بسبب قلة معرفتهن عن هذا الدين والفقه الإسلامي في الكثير من الحالات، وذلك بسبب تلقيهن دروساً على أيدي بعض الأئمة المتعصبين، فأصبحن مولعات بالدعاية المثالية الداعشية وخاصة تلك التي تديرها النساء أنفسهن في صفوف التنظيم، حيث توجد شبكة من النساء مهمتهن إغراء المسلمات ذوات الأرواح الضعيفة (وكما قلت، خاصة في الغرب، فإن تلك النساء من نفس تلك البلدان ويتحدثن لغتهن) إلى السفر إلى "داعش" ونسيان هويتهن السابقة (ويتمثل هذا النسيان في إحراق أوراقهن) واختيار هوية واحدة، هي الهوية الإسلامية في إطار "داعش". ولذلك، أرى أن الانتماء إلى هذه التنظيمات الإرهابية التي تدعي الشرعية الدينية مرتبطة دائما بالبحث عن الهوية المفقودة أو التي تعتبر تحت التهديد، ويمثل هذا الانتماء، الإجابة السهلة عن السؤال حول الهوية أو القطيعة مع الماضي. و تضيف ناعومي: أظن أن أغرب ما قرأته في هذا الإطار هو قصة المرأة الغربية التي ذهبت إلى تركيا ومن هنا نجحت في تحرير ابنتها التي انضمت إلى داعش من أيدي التنظيم. وهي قصة أثارت فضولي لأنها تثير التسؤلات حول سهولة المهمة (مقابل صعوبة المفر من هناك للكثير من المواطنين السوريين والعراقيين)، ومن جانب آخر، تظهر الحدود التي تستعد كل أم لعبورها من أجل أطفالها. ولا يستثني هذا كوني مستغربة بقصص أخرى متعلقة بهذا التنظيم، وذلك بحكم كوني امرأة لا تستطيع فهم كيف تنضم النساء إلى مثل هذا التنظيم الذي يرى النساء بعيون الحيوان الصياد الذي ينتظر فريسته لتلبية رغباته الجنسية والسلطوية (وهذا ما يمثله ما حدث مع النساء اليزيديات اللواتي تم تحويلهن إلى مستعبدات جنسية فقط) قوية محصنة ! وترى الباحثة في الشؤون الإيرانية والجماعات الإسلامية الإعلامية الكويتية عائشة الرشيد أن أسباب انضمام النساء لداعش ترجع لدور النساء التاريخي في السلفادور واريتريا ونيبال وسيرلانكا وتطوع النساء للقتال في حركات عنيفة وميليشيات مسلحة حيث استطعن في بعض الأحيان الوصول إلى مناصب كبيرة والخبراء يشيرون إلى الجهد الذي يبذله الجهاديون لاستقطاب النساء ويحاولون استخدام أساليب الترهيب والترغيب لدفعهن إلى الانضمام إلى مثل هذه الحركات لمواجهة المخاطر السياسية والدينية التي يتعرضون لها في مجتمعاتهن مشيرة إلى أن سبب انضمامهن لصفوف داعش هو اعتقادهن بأن انضمامهن سيجعلهن محصنات ضد الاعتداءات والعنف وأنه سيعطيهن موقع قوة على سائر النساء وسيعزز ثقتهن بأنفسهن وبأنهن مساويات للرجال.. ومن جانبها تقول نادين السياط الباحثة السعودية الحاصلة على درجة الماجستير في العدالة الجنائية من جامعة كولورادو دنفر في الولاياتالمتحدة وأول عربية مسلمة تحصل عليها: إن الشخص الذي يختار الانضمام لمثل هذه الجماعات هو شخص لديه خلل في أفكاره ومعتقداته.. حيث يرى أن مثل هذه السلوكيات التي تقوم بها هذه الجماعات هي سلوكيات قادمة من الدين الإسلامي - وهو بالتأكيد بريء من ذلك. بجانب السبب السابق هناك أسباب أخرى دفعت بعض النساء للانضمام لمثل هذه الجماعات الإرهابية مثل: حب المغامرة، الاعتقاد بأن المشاركة بنشاطات الجماعات الإرهابية تدخل في التكفير عن الذنوب، رغبة في محاربة غير المسلمين (من وجهة نظرهم) وغيرها من اسباب اقتصادية واجتماعية ونفسية. من جانبها تؤكد الخبيرة السياسية المتخصّصة في شؤون الحركات الجهادية، والعنف السياسي، والتطرّف العنفيّ، والإرهاب بمركز كارنيغي للشرق الأوسط دالية غانم يزبك على أن عنف المرأة ليس جديداً وإن العنف من قبل النساء حقيقة لها اسبابها ودوافعها, ومنها الدافع الاقتصادي حيث أن الانضمام إلى المنظمات المسلحة يؤمن للنساء كسب رزق لا بأس حيث أن جهاديات منظمة الدولة الإسلامية يكسبنٌ حوالي 200 دولار شهرياً، وهذا مبلغ كبير في ظل الظروف الراهنة في سورياوالعراق. وتضيف يزبك: هناك أيضًا أولئك اللواتي ينضممن لأسباب أيديولوجية فعدد كبير من هذه الداعشيات تثير رغبتهن في "تمجيد كلمة الله في الأرض" أو لإثبات "حبهم لله والرغبة في رفع راية الإسلام". وهناك بالطبع أولئك اللواتي ينضممن إن صح القول "بدون رغبة حقيقية في ذلك" فبعد أن قامت بخدمة ما للجماعة المسلحة، "فضحت" نفسها امام رجال الأمن، وتكون بذلك غير قادرة على التراجع. الإسبانية ناعومي راميريث:الغربيات يعشن حالة «الهويات المتقاتلة» وينضممن لداعش بحثاً عن هوية! ولكن يجب الإشارة إلى أن تقدم شخص في جماعة مسلحة عادة ما يكون تدريجياً وعادة ما يكون بطيئاً. حيث يبدأ مع عدد من التجارب الصغيرة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى دور أكثر أهمية. وهذه الخطوات عادة تكون غير عنيفة. فعلى سبيل المثال "أم عمر" زعيمة كتيبة أمنا عائشة في حلب، في حي صلاح الدين تقول عن نفسها: بدأت بالذهاب إلى المظاهرات، ومن ثم شاركت في مساعدة المصابين. وفي وقت لاحق ساعدت على إعادة فتح المدارس وبعدها شاركت في الكفاح المسلح، واليوم أنا رئيسة الكتيبة " وبعضهن يشاركن في الكفاح المسلح بهدف "تصحيح" أذى فيحملن السلاح من أجل تجنب التعرض للاعتداءات المحتملة وخاصةً منها "الاغتصاب" فهذه مقاتلة من كتيبة بنات الوليد في حمص تقول: "هدفنا الرئيسي هو حماية أنفسنا ضد بشاعة مجموعات الأسد". كما تؤدي العلاقات الأسرية ومع الأصدقاء أيضاً إلى المشاركة الفعالة للمرأة في الجماعة المسلحة بالإضافة إلى ذلك الزواج القسري أو ذلك الذي يتم بالتراضي يساعد في تعزيز التحالفات، مما يجعل الفرار أكثر صعوبة. أما لماذا تسعى فرنسية، أو بريطانية او غربية عموماً إلى الانضمام لداعش فإلى جانب كل ما ذكرته أعلاه، هناك أيضا أسباب نفسية فلسفية مثل السعي الذاتي حيث تعب البعض من كونهن "لا أحد" في مجتمع فردي لا يقبل ب"الاختلاف" (مثل فرنسا التي فشلت في التعددية الثقافية)، فهؤلاء في عملية البحث عن الذات. وهناك أيضاً، الإعجاب بصورة "البطل": عن طريق القيام بالهجرة والزواج مع "مجاهد"، تصبح المرأة نفسها "بطلة" . تطور نسائي مرتقب سألنا ضيفاتنا: ما الذي تتوقعنه لتطور المرأة الداعشية وتطور تأثيرها خاصة فيما يتعلق بوجود المرأة بينهم فعلا او بوجود فكرهم معها في موقعها ايا كان؟ فقالت الخبيرة السياسية بمركز كارنيغي دالية يزبك: أعتقد أن المرأة ستلعب دوراً أكبر في السنوات المقبلة مع هذه المنظمات الجهادية. خلال الصراع الجزائري مثلاً في التسعينيات، انضمت المئات من النساء إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وفيما بعد إلى الجماعات المسلحة مثل الجماعة الإسلامية المسلحة (GIA) وهي إحدى المجموعات الأولى التي قامت بتدريب وحدات تتألف فقط من النساء. كما هو الحال الآن، في كثير من الأحيان انضمت النساء إلى مقدمي الإسعافات الأولية وكممرضات، ولكن تطورت أدوارهن وفقا للظروف ولاستراتيجيات منظماتهم. في الجزائر، مرت النساء في هذا المجال من كونهن ممرضات إلى مقاتلات في الخطوط الأمامية. بعد أن تم تدريبهن على استخدام الأسلحة وعلى تقنيات القتال المختلفة بدأت تشارك في أعمال التخريب والاغتيالات، وغيرها حتى وصلت إلى مناصب رئيسية داخل منظماتهن. فيما تنفي الباحثة السعودية السياط تطور المرأة الداعشية قائلة لن يكون هناك تطور للمرأة الداعشية لأنها تنتمي لفئة تأسست على جذور خاطئة غايتها التخريب والتدمير، ونهايتها ستكون الفشل والانهيار حتماً ولكن المسألة تحتاج إلى وقت. كما أن مستقبل الفئة الضالة يتطلب منا كمجتمع اسلامي معالجة التطرف بأفضل الوسائل التي تعتمد على الحوار. الكويتية عائشة الرشيد:استغرب تبرير انضمامهن للاستفادة من مجانية السكن والطعام! واوضحت الباحثة الاعلامية عائشة الرشيد أن دور المرأة في تنظيم داعش شديد الخطورة حيث تقوم الجماعات الإرهابية بتدريبها بأن تكون همزة الوصل بين زوجات المتطرفين لبث الأفكار المتطرفة وترسيخها في أذهان أزواجهن طوال الوقت وهي مسؤولة عن تنشئة جيل بأكمله من الإرهابيين وتحرص على شحن أفكارهم بالجهاد والقتال لخدمة التنظيم.. وركزت الرشيد على الدور الأخطر لدور المرأة في التنظيم والتي يشتعل قلبها حقدًا وغِلاً ضد المجتمعات الأخرى المتهمة بقتل زوجها الانتحاري لتحصل على لقب أرملة المجاهد الذي ضحى من أجل رسالة التنظيم وهي المسؤولة عن تكملة رسالته المزعومة وتربية أبنائه على نفس المعتقدات والأفكار المتطرفة.. واستغربت الرشيد التبرير الذي يجعل النساء ينضممن لداعش للاستفادة من مجانية المسكن والطعام والبعض الآخر للهروب من التحرش والتمييز! احصائيات وارقام لا تشكل الارقام التي تبثها المراكز الاحصائية حول العالم مرجعاً موثقاً لعدد المنضمين والمنضمات الى صفوف داعش نظراً لصعوبة كشف النيات للمسافرين ولوجود طرق سفر ملتوية وغير شرعية يصعب رصدها لكن هناك بعض الاحصائيات التي تعطي دلالة اكثر من كونها تعطي معلومة فقد رصد معهد الحوار الإستراتيجي سفر أكثر من 550 امرأة أوروبية إلى سورياوالعراق بهدف الانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي خلال العام الماضي.. وقال محللون في المركز الدولي لدراسة التطرف في لندن أن 30 امرأة أوروبية دخلت إلى العراقوسوريا مؤخرا. ووفقًا لوزارة الداخلية الفرنسية، فإن 45% من تحقيقاتها، كانت مع نساء.. وقدرت احدث احصائية صدرت الشهر الماضي أن نحو 5000 مقاتل انضموا إلى تنظيم "داعش" في الفترة من شهر أكتوبر 2014 إلى يناير 2015، ليصبح عدد المنضمين الى التنظيم من 80 دولة قرابة عشرين ألفاً من المسلحين وفقا للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي (ICSR). ويكشف التقرير الموثق بالأرقام، ان الشرق الاوسط توقف عن دعم الداعشيين بالمسلحين في حين تبوأت الدول الغربية مراكز متقدمة في اعداد المنضمين منها الى داعش حيث احتلت فرنسا المركز الاول ب 1200 فرنسي انضموا اليهم وارتفع عدد المقاتلين الملتحقين بالتنظيم من باكستان من 330 الى 500 مهاجر، أما أفغانستان فقد زاد العدد من 36 إلى 50 مقاتلاً مهاجراً، وفي شمال أفريقيا لم يرصد التقرير أي زيادة بالجزائر 250، وتونس 3,000، والمغرب 1,500، وهي نفس الأعداد المطابقة للاحصائية السابقة. كما أكدت الاحصائية التقديرية أن أحداً من دول الخليج العربي لم يلتحق بداعش خلال الشهرين الماضيين، باستثناء الإمارات التي ازداد عدد المقاتلين منها مقاتلاً واحداً فقط من (14) إلى (15). ولم يرصد التقرير أي زيادة في أعداد المقاتلين، خلال هذين الشهرين من الكويت والسعودية والبحرين واليمن والعراقوقطر. ووفق التقرير، فإن عدد المنضمين لداعش من الكويت 71، ومن السعودية 2500 ومن الإمارات 15، فيما يلتحق بالتنظيم من قطر 15 والبحرين 12، واليمن 110، والعراق 247. دلالات الارقام تقول الخبيرة ناعومي: أظن أن كل الإحصائيات الرسمية التي تم نشرها لا تعبر عن الأرقام الحقيقية، وللأسف، أظن أن كل معلومة رسمية في هذا الإطار خطأ أو محاولة لإخفاء ضخم هذه الظاهرة الحقيقي. أي، أعتقد أن الأرقام أكبر مما نشر حتى الآن، وخاصة لأن الحدود في المنطقة تم مسحها منذ فترة، أولاً بفتح الحدود التركية وغض النظر عن مرور المقاتلين والجهاديين من كل مكان وثم، بعض كسر الحواجز بين العراقوسوريا على أيدي تنظيم داعش، الذي له حضور أيضا في دول مختلفة عبر فروع بايعت البغدادي. ومن ثم يجب ألا ننسى أن الكثير من النساء، بدون السفر إلى أي مكان بايعن أيضا الخلافة الحديثة المزعومة، من أجل (وأعيد من جديد) الشعور بالانتماء إلى ما يعتقدون انه أمة مسلمة حقيقية. ومن جانبها قالت الاعلامية عائشة الرشيد: أن ما يحدث للنساء في تنظيم داعش شيء بشع جدًا فقد تم استغلال المرأة فتحولت من كائن رومانسي إلى قاتل إرهابي مع وعدها بالجنة أو بحثا عن الجنس تحت غطاء الدين وادعاء تطبيق الشريعة فتحولت المرأة من ضحية لجرائم القتل والاغتصاب والزواج القسري إلى أداة لتوفير المتعة الجنسية لعناصر داعش فيما عٌرف بجهاد النكاح.. وأشارت إلى أن المجاهدات في تنظيم داعش يأتين من عدة دول في العالم فبالإضافة إلى السورياتوالعراقيات توجد القادمات من دول شمال أفريقيا وعلى رأسها تونس كما يأتين من أمريكا ومن دول أوروبا الغربية خاصة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهؤلاء من أبناء المهاجرين الذين يحملون الجنسيات الأوروبية.. و تٌعد تركيا من المناطق الرئيسية المصدرة للنساء المنضمات إلى تنظيم داعش وغالبًا ما تكون أعمارهن من 18 إلى 21 عاما وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن والسلم الاجتماعيين في العالم إلى جانب الضرر الكبير في مجالات السياسة والأمن القومي للبلاد.. وأوضحت أن 10% من عدد السيدات يشكلون نسبة المقاتلين في صفوف داعش ينحدرون من عدة دول غربية وإسلامية وعلى رأسها دول شمال أفريقيا وآسيا الوسطى وأوروبا.. منوهة انه يوجد ما يقرب من 100 إلى 150 امرأة فرنسية في تنظيم داعش.. في بيتنا داعشية صغيرة ! كيف تنتبه الاسر الى وجود داعشية صغيرة بينهم وكيف يمكن مجابهة هذا الفكر بخطوات عملية ؟ تقول الاستاذة دالية يزبك: من الصعب جدا اكتشاف هذا النوع من الامور ولكن يمكن ملاحظة التغير في شخصية الفتاة من خلال سلوكها، وطريقة تغيير هندامها، طريقة الحديث عن الدين، عن الوضع في سورياوالعراق.. الخ. أعتقد أن أفضل طريقة هي الحديث عن الدين، لشرح ما هو الإسلام وخصوصا لخلق "سرد" مختلف عن سرد تنظيم داعش. يجب كذلك إعطاء الفتيات القدرة عل التفكير وحدهن وعلى قراءة القرآن حتى تتمكن من فهمه بدون مساعدة طرف آخر فالتربية والتعليم هما سر هذه المواجهة. دالية يزبك من معهد كارنيجي:عنف المرأة ليس جديداً.. ونحن بحاجة للتثقيف ولمحاربة هذا نحن بحاجة لتثقيف أطفالنا إلى فهم أفضل للإسلام، نحن في حاجة إلى مساعدة من العلماء والأئمة، لتطوير سرد مختلف، أيضا، نحن بحاجة إلى إعطاء شبابنا "سبب في وجودهم "، حتى نمنعهم من الإستجابة إلى نداء المتطرفين. وتقول الباحثة ناعومي: أهم وسيلة لمكافحة هذه الظاهرة هي التربية الصحيحة منذ الصغر والاهتمام بشرح الدين بجوهره المتسامح والمحترم وليس من وجهة نظر التعصب ضد الآخر. وطبعا أفهم صعوبة الأمر بسبب المعاناة المستمرة في الدول الإسلامية منذ عصر الاستعمار القديم إلى عهد الاستعمار الحديث، مرورا بالفترات الطويلة تحت سلطة الاستبدادين "الديني" و"العلماني". وهذا تصنيف تبسيطي لا يعبر عن عمق الحقيقة، ولكنه مفيد للفت الانتباه إلى أن المشكلة لا تكمن في الصراع العلماني-الديني، بل في الصراع بين الاستبداد السياسي والإيديولوجي وحرية المواطن. وهكذا، أرى أن الحل يبدأ بالجو العائلي والتربوي منذ الصغر، وثانياً بفصل الدين عن السياسة (ولا أقول بالمعنى الذي تم تحقيق ذلك في بعض الدول العربية)، بل بمعنى عدم إدماج الروحي والشخصي، بالإطار السياسي العام، فالمشكلة ليست في الدين، بل بارتباطه بالسياسة لأهداف سياسية وسلطوية، وبتفسيره المغرض والذي يؤدي إلى فصل الدين عن المتديّن مما يؤدي إلى اختراع "دين" جديد هو التطرف. وتقول نادين السياط: كمجتمع عربي الأهل هم الأقرب لبناتهم.. لذلك تظهر مسؤولية الأسر في مراقبة اتجاهات وميول بناتهم.. وفي حال وجود أي علامات على بناتهم تشير إلى انحراف ميولهن عن قوانين ومبادئ الدين الإسلامي أو وجود سلوكيات تنافي السلوكيات الإسلامية ينبغي على الأسر اتخاذ إجراء فوري قبل تفاقم الأمر. فإن لم يكن في الأسرة العنصر المؤثر الناصح لهذه الفتاة المنحرفة أو التي تميل للانحراف الفكري لابد أن يتم التواصل مع الجهات المسؤولة لمكافحة الأمر في بدايته، وبشكل عام أعتقد أن المجتمع العربي بحاجة لتكثيف برامج مكافحة الفكر المنحرف. وبما أن رسالتي الماجستير تحدثتا عن برنامج المناصحة المُقام في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في مدينة الرياض ومدى فعالية هذا البرنامج، فقد أثبتت الدراسات نجاح هذا البرنامج وفعاليته على الفئة المتطرفة والمنحرفة.. مما أدى إلى تطبيق برامج مماثلة لبرنامج المناصحة في بعض الدول العربية والغربية.. والسبب الذي أدى إلى نجاح مثل هذا البرنامج وهو أن برنامج المناصحة يعالج الفكر بالفكر من خلال مواجهة أصحاب الفكر المنحرف والضال بحجج وبراهين مستمدة من القرآن والسنة النبوية لتصحيح الفكر الخاطئ الذي يحمله المتطرف.. وبالتالي وجود مثل هذا البرنامج أمر جدا مهم في كل مجتمع لأنه يعالج جذور وأساس المشكلة من فكر أو اعتقاد منحرف. بالإضافة إلى نشر وترسيخ القيم الإنسانية من احترام حقوق الانسان وحسن التعامل مع الآخرين والتسامح والعدالة وغيرها. الداعشيات يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي لإغراء الشابات للانضمام إليهن إذلال المرأة بشتى الطرق أمر تفخر داعش بنشره والترويج له عائشة الرشيد دالية غانم يزبك ناعومي راميريث