تخطط إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لترحيل مئات الأسر، التي فرت من الجفاف والعنف في أمريكا الوسطى إلى الولاياتالمتحدة حيث تقيم بصورة غير قانونية، كما ذكرت وسائل إعلام أمريكية. وشهد تدفق هذه العائلات التي وصلت خلال موجة للهجرة غير الشرعية من أمريكا الوسطى منذ 2014، تباطؤا في 2015. لكن العدد ارتفع في الأشهر الأخيرة هرباً من أعمال العنف في بلدانها. ويشهد عدد من دول أمريكا اللاتينية أعمال عنف في بعض المناطق، بينما ألحقت ظاهرة «النينو» المناخية أضراراً بمناطق أخرى. ورفضت وزارة الأمن الداخلي التعليق على هذه المعلومات التي نشرتها صحيفتا واشنطن بوست ووول ستريت جورنال، وتفيد أن حملة الترحيل وشيكة. وقالت الصحيفتان أن عناصر الهجرة في وزارة الأمن الداخلي، يستعدون لتوقيف هؤلاء الأشخاص وترحيلهم ابتداء من مطلع السنة. وذكرت واشنطن بوست أن قرار الترحيل صدر عن قاض ويستهدف «مئات الأسر وربما أكثر». وقالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي جيليان كريستنسن «أكدنا دائما أن الحدود الأمريكية ليست مفتوحة للهجرة غير الشرعية». وأضافت أنه «إذا دخل شخص البلاد بطريقة غير مشروعة ولم يحصل على اللجوء أو تصاريح أخرى وصدر أمر بترحيله، فسيعاد إلى بلده طبقا لقوانيننا وقيمنا». ويتوقع أن تثير عملية من هذا النوع جدلاً كبيراً. ويؤكد ناشطو الدفاع عن حقوق اللاجئين أن هذه العائلات تهرب من الفساد وعنف العصابات والجفاف في بلدانها ويجب أن تعامل كلاجئة. وشهدت السلفادور هذه السنة موجة عنف سجلت خلالها 6065 جريمة قتل بين يناير ونوفمبر، حسب معهد الطب الشرعي. وفي هندوراس قامت الشرطة بحملة ضد العنف، لكن جرائم القتل ما زالت من الأعلى في العالم ومعدلها 62 لكل مئة ألف. وفي غواتيمالا سجلت 5924 جريمة قتل كما قال المعهد الوطني للطب الشرعي. وفي 70% من هذه الجرائم استخدمت أسلحة نارية. والشهر الماضي، حذرت وكالة الأممالمتحدة للأحوال الجوية من أن ظاهرة «النينو» التي أدت إلى ارتفاع حرارة سطح المياه في المحيط الهادىء إلى تفاقم، وقد كانت الأسوأ منذ أكثر من 15 عاماً. وتواجه دول عدة في حوض المحيط الهادئ تبدلات مناخية قاسية بما في ذلك موجات جفاف، وأكثر المتضررين منها غواتيمالا وهايتي وهندوراس. وعلى الرغم من هذه الاضطرابات في الجنوب، كشف قانون الميزانية لعام 2015 أن عدد المهاجرين غير المسجلين الذين عبروا الحدود الجنوبية للولايات المتحدة انخفض بمقدار الثلث، ووصل إلى ثاني أدنى رقم يسجل منذ 1972. وتفيد إحصاءات وزارة الأمن الداخلي، أن البلاد تشهد تدفق أعداد جديدة من القاصرين، الذين يأتون بمفردهم والعائلات من أمريكا الوسطى منذ ثلاثة أشهر. لكن قانون الميزانية أشار إلى تراجع عدد هؤلاء أيضاً في الفترة نفسها. وأكدت وزارة الأمن الداخلي، أن عدد القاصرين والأسر التي عبرت الحدود بدأ يسجل ارتفاعاً كبيراً من جديد في نهاية 2015. وارتفع عدد الأفراد المنتمين لعائلات الذين أوقفوا على الحدود الجنوبية الغربية في أكتوبر ونوفمبر أول شهرين في السنة المالية 2016، بنسبة 173% عما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي. وبلغ عدد الذين أوقفوا 12 ألفاً و500 شخص. وتم توقيف 10588 من القاصرين المسافرين بمفردهم أي بزيادة 106%. ووصف مسؤول سلفادوري القرار الأمريكي ب «المؤسف». والهجرة غير الشرعية موضوع حساس في السياسة الأمريكية، لا سيما أن الطامحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري منقسمون حول الموقف من المقيمين غير الشرعيين بين التشدد والانفتاح لاستمالة الناخبين من أصل لاتيني.