يسعى الإشراف التربوي الحديث إلى تقديم الدعم للمعلمين، وتنميتهم مهنياً، والمشاركة في تحسين المنتجات والبرامج التعليمية، وتجويد أداء الطلاب، وتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية بكفاءة وفاعلية من خلال الاهتمام بجميع عناصره: التي تتضمن المعلم، والطالب، والمنهج. والإشراف عملية فنية؛ تهدف إلى تحسين عملية التعليم والتعلم، وتطوير الأداء المهني للمعلمين من خلال استخدام الأساليب الحديثة، والعلاقات الإنسانية والتفاعل بين المشرف والمعلم، الذي يهدف إلى التعرف على مواطن الاحتياج لدى المعلم وطرح مشكلاته وإبداء رأيه ومقترحاته، ويترتب على المشرف تقبل أفكار المعلم ومشاعره وتقديم البرامج المساندة للارتقاء بمستواه والتغلب على الصعوبات التي تواجهه. وينطلق دور المشرف بالتشخيص من خلال الزيارات الصفية، وتدوين ملاحظات حول سلوك المعلم وسلوك المتعلمين داخل الصف مدفوعاً بأهداف واضحة للزيارة الصفية، منسجمة مع الأهداف التربوية المقررة للعملية التعليمية، وبذلك يكتسب المعلم القدرة على تطوير أدائه. ويتزايد الاهتمام بعملية الإشراف نتيجة لانتشار التعليم والنمو السريع في أعداد الطلاب والمعلمين والمدارس ونتيجة للتغير الذي حدث في التربية من حيث الأهداف والأساليب، وحيث إن المواقف التي يواجهها المعلم والمادة التي يتعامل معها أقل ما يمكن أن توصف به أنها متغيرة ومتحركة لذا تظهر أهمية الإشراف التربوي والحاجة إليه، حيث إن المعلم القديم في سلك التعليم يحتاج لتوجيهه حول ما يستجد في التربية، فقد يصطدم بواقع تختلف صفاته وإمكاناته عما تعلمه في مؤسسات إعداد المعلمين، وهذا بلا شك يحتاج إلى مساعدة المشرف التربوي لتدريبه على الأساليب الحديثة في التدريس، كما يحتاج المعلم المبتدئ مهما كانت صفاته الشخصية واستعداده وتدريبه إلى التوجيه والمساعدة حتى يتكيف مع الجو المدرسي الجديد ويتقبل العمل بجميع أبعاده ومسؤولياته، ويحتاج المعلم المنقول من بيئة مدرسية إلى بيئة مدرسية جديدة أو من مرحلة تعليمية إلى مرحلة أخرى أو من تعليم فني إلى تعليم عام إلى مشرف تربوي يساعده في توجيهه إلى رسم أهدافه واتباع أساليب جديدة في التدريس لينجح في عمله الجديد، حتى المعلم المتميز في أدائه يحتاج إلى الإشراف، لا سيما عند تطبيق أفكار جديدة، حيث يستطيع المشرف التربوي استغلال كفاءة المعلم المتميز عن طريق تكليفه بإعطاء درس تطبيقي أو توضيح إجراء عملي أمام المعلمين الأقل خبرة، وتزويدهم بروابط إلكترونية ومواقع ومراجع تعليمية تساهم في الارتقاء بمستوى التعلم الذاتي لديهم، ومع تسارع المستجدات ووجوب تقديم الدعم للمعلمين بتطبيق استراتيجيات التعليم والتعلم والتقويم، والإشراف على تفعيلها في الميدان، وتقديم الدعم الفني. يتضح مما سبق أن الإشراف التربوي ضرورة لازمة للعملية التربوية، فهو الذي يحدد الطرق ويرسمها وينير السبل أمام العاملين في الميدان، فمهنة التدريس التي تقوم بتوجيه عقول المتعلمين وتعليمهم تحتاج إلى وجود الخبراء من المشرفين خاصة، فنجاحها يعتمد على وجود مشرف تربوي ناجح، يقوم بتنفيذ مهام الإشراف والعمل على تحقيق أهدافه.