نظّم نادي أبها الأدبي محاضرة بعنوان “غواية الشعر وغواية السرد”، للدكتور عبد الواسع الحميري، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك خالد بأبها. أدار الحوار الكاتب والقاص يحيى العلكمي. بدأ الحميري محاضرته بالقول: ما يميز “خطاب الشعر وخطاب السرد” أن كليهما يعد في الأصل خطاب نفي وتخييل، وإن الأولية في الخطاب الشعري، خلافاً للخطاب السردي، للأنا، لا للأنت، أو الهو، أي للذات لا للموضوع، للموجود، لا لعالم الوجود، ومشيراً إلى أن الأولية في الخطاب السردي للعالم السردي، وليس لذات السارد، وهذا ما وسم الخطاب السردي بسمتين بارزتين، هما: الموضوعية والواقعية، أو الإيهام بهما بالأحرى، في حين يوسم الخطاب الشعري بالذاتية ومفارقة الواقعية. وانطلاقاً مما سبق، أكد الحميري أنه يمكن القول: إن ما يميز فن السرد الروائي، أو القصصي، عن باقي فنون القول عموماً، وفي مقدمتها فن الشعر، أن فن القص، أو السرد، يعد بحق فن الإغواء والإغراء بامتياز. واختتم المحاضر حديثه بالتمييز بين السيرة الروائية والسرد الروائي عند سمير عبد الفتاح أنموذجاً. بعد ذلك افتتح المداخلات الدكتور عبدالرحمن الجرعي، بتحفظه على كلمة الغواية، ومطالبته بالمقصود الدقيق منها، مطالباً بتبسيط بعض المصطلحات، كما أنه لم يسلم بأن الشاعر يقول الهراء، والقاص واقعي، مختلفاً مع المحاضر في أن القرآن قد قرر غواية الشعر. أما د.عبدالله حامد فقال: إن استخدام آليات النقد الثقافي في دراسة الأنساق قد يكشف جوانب مهمة أكثر من استخدام التفكيكية. وعقب بقوله: نحن في النادي إخوة، واعتراضنا على موقف الوزارة، ولكننا مع إخوتنا في مجلس الإدارة. وتداخل بعد ذلك مبارك المطلقة فقال: أعتقد أن بعضاً من الشعر لا يخلو من الغواية الأخلاقية، أو الدينية، فهل ينتقي المحاضر نوعاً من الشعر المصفى عندما يقول إن الغواية ليست بالضرورة غواية أخلاقية، أو دينية. واختتم رئيس النادي الأمسية معقباً على د.حامد: أطمئنكم بأن مجلس الإدارة فيه من الائتلاف والمحبة ما يسر الجميع، حيث كان في الشهرين الماضيين هم من ينفقون على النادي. جانب من الحضور (الشرق) أبها | طاهر جاري