عَرفت الأراضي الفلسطينية أمس يوماً غاضباً جديداً أسفر عن سقوط 3 شهداءٍ؛ اثنان منهم في صداماتٍ والثالث عند حاجزٍ عسكري، فيما توغَّلت قوة إسرائيلية في رام الله في خرقٍ لاتفاق أوسلو. وأفادت مصادر باستشهاد الفلسطيني، عيسى الحروب (57 عاماً)، برصاص جنود الاحتلال عند حاجز في بلدة حلحول شمال مدينة الخليل في الضفة الغربية. وبرَّرت شرطة الاحتلال قتلَه بالقول إنه كان سيصدِم الجنود بسيارته. وسقط شهيد ثانٍ في المدينة، إذ تعرض عدي جهاد أرشيد (22 عاماً) لإطلاق رصاصٍ خلال مصادماتٍ مع قوات إسرائيلية. وكانت شقيقته دانيا (17 عاماً) استُشهِدَت قرب الحرم الإبراهيمي في نهاية أكتوبر الماضي برصاصٍ لحرس الحدود الإسرائيلي الذي اتهمها بمحاولة تنفيذ طعن بسكِّين. وتحوَّلت الخليل، كبرى مدن الضفة الغربية، إلى خط المواجهة الجديد في موجة المصادمات الحالية التي بدأت في أكتوبر الماضي اعتراضاً على محاولات تقسيم المسجد الأقصى زمانيّاً ومكانيّاً بين المسلمين واليهود. ويعيش في المدينة أكثر من 500 مستوطن تحت حماية عسكرية مشددة وسط 200 ألف فلسطيني. ويقع فيها الحرم الإبراهيمي الذي يرتدي بعداً رمزيَّاً قوميَّاً ودينيَّاً في النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، إذ يضمُّ معبداً يهوديَّاً ومسجداً يتولَّى جيش الاحتلال تفتيش المصلِّين الداخلين إليه. ويجسد هذا الإجراء تعبيراً صارخاً عن الاحتلال بالنسبة للسكان الذين يخشون تكرار نموذج الحرم القدسي. ومنذ الأول من أكتوبر؛ استُشهِدَ 116 فلسطينيَّاً خلال مصادمات، فيما قُتِلَ 17 إسرائيليَّاً إضافة إلى أمريكي وإريتري. وفي غياب أي آفاق لتسوية سياسية؛ لا شيء يوحي بتراجع دوامة الصدام. واستُشهِد أمس في غزة سامي ماضي (41 عاماً) برصاص الجنود الإسرائيليين خلال مواجهات وقعت عند السياج الحدودي شرق مخيم البريج للاجئين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع، متحدثةً عن إصابة 12 متظاهراً آخرين بجروح. واندلعت المواجهات شرق المخيم بعد مسيرات شارك فيها آلاف المتظاهرين في عدة مدن بدعوةٍ من حركة حماس في الذكرى ال 28 لانطلاقها. وشدَّد عضو القيادة السياسية للحركة، خليل الحية، على أن «طريق التحرير الأقصر هي المقاومة وفي قلبها الكفاح المسلح». في غضون ذلك؛ تظاهر فلسطينيون في قرية سلواد قرب رام الله مطالبين بإعادة جثث الشهداء التي تحتفظ حكومة الاحتلال بها. وترفض السلطات الإسرائيلية إعادة جثث الفلسطينيين الذين تتهمهم بتنفيذ هجمات أو محاولات هجمات كإجراءٍ ضمن التدابير التي أعلنتها في مطلع أكتوبر. ودعا والد أحد الشهداء إلى «الصبر والتصميم». وقال بسام حمد والد الشهيد أنس (19 عاماً) الذي قُتِلَ الأسبوع الماضي «إن كانوا يريدون إيذاءنا بسرقة الجثث فسوف نواجههم بالصبر والتصميم». ورشق المتظاهرون في سلواد آليات الجيب العسكرية بالحجارة، فيما استخدم الجنود الإسرائيليون القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ثم الرصاص الحي، ما أسفر عن إصابة حوالي 20 شاباً بجروح، بحسب فرق الإسعاف التابعة للهلال الأحمر. وفي عمليةٍ نادرةٍ؛ توغَّل جنود إسرائيليون أمس في رام الله مقر السلطة الفلسطينية والمحظورة عليهم بموجب اتفاقات أوسلو الموقَّعة في عام 1993. وداهم عشرات منهم متجراً يزوِّد المختبرات الطبية والعلمية بالمعدات، وصادروا كاميرات مراقبة وأجهزة حاسب آلي، وفق ما أفاد شهود. وردَّ عشرات الشبان الغاضبين بإلقاء الحجارة ليتعرض 3 منهم إلى إطلاق رصاص، بحسب الشهود. وتعليقاً على التوغل؛ تحدَّث جيش الاحتلال عن عملية «روتينية».