واصل جنود الاحتلال أمس الإعدامات الميدانية، إذ قتلوا امرأةً مُسنَّةً بدعوى محاولتها دعس بعضهم في مدينة الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة، في وقتٍ استُشهِد متظاهرٌ من غزَّة برصاصٍ إسرائيليّ خلال مظاهراتٍ غاضبة على حدود القطاع. وفيما جدَّدت رام الله دعوة المجتمع الدولي إلى إنشاء نظام حمايةٍ دوليةٍ للشعب الفلسطيني؛ ألمحت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية إلى رضاها عن إجراءاتٍ ضد إعلاميين وناشطين إلكترونيين. وأبلغت مصادر عن وفاة فلسطينيةٍ تبلغ من العمر 72 عاماً وتُدعَى ثروت الشعراوي بالقرب من الخليل بعد فتح جنودٍ إسرائيليين النار عليها. وذكر مسعفون أنها ضُرِبَت بالرصاص 15 مرة، بينما برَّر جيش الاحتلال قتلها باتهامها بمحاولة دعس جنودٍ بسيارتها. ونُقِلَت المرأة إلى مستشفى إسرائيلي أكد سنَّها وأعلن وفاتها قبيل وصولها إليه متأثرةً بجراحها. وبالتزامن؛ أصيب 21 متظاهراً فلسطينياً، بينهم 15 تعرضوا للرصاص الحي، خلال مصادماتٍ مع قوات الاحتلال في المنطقة الجنوبية ومنطقة رأس الجورة في الخليل. وتحدث الناطق الإعلامي باسم جمعية الهلال الأحمر في المدينة، سعيد الخطيب، عن 15 مصاباً بالرصاص الحي و6 آخرين بالرصاص المطاطي و10 اختناقات بسبب استنشاق الغاز المُسيّل للدموع. وأعلن الخطيب إخلاء المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج. واندلعت المواجهات في رأس الجورة بعد قتل السبعينية المُسنَّة ثروت الشعراوي. وعلى الإثر؛ رشق غاضبون الجنود الإسرائيليين المتمركزين على الحاجز العسكري عند جسر حلحول بالحجارة، فيما كان الردُّ بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المُسيِّل للدموع ما أسفر عن وقوع إصابات. وفي المنطقة الجنوبية القريبة؛ حاصرت قوات الاحتلال مسجد «وصايا الرسول» ومنعت السكان من الوصول إليه، لكن عدداً منهم تمكنوا من الصلاة فيه. واندلعت مواجهات في محيط المسجد بعدما خرجت مسيرةٌ منه عقب انتهاء صلاة الجمعة باتجاه مدرسة طارق بن زياد. وأصيب على الإثر شبانٌ تم نقلهم إلى مستشفى محمد علي المحتسب لتلقي العلاج. في غضون ذلك؛ استُشهِدَ متظاهرٌ من غزة خلال صدامٍ مع جنود إسرائيليين بالقرب من حدود القطاع الجنوبيةالشرقية. وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، استشهاد سلامة أبو جامع (23 عاماً) برصاص الاحتلال في مواجهةٍ في شرق خان يونس. وذكر أن الشهيد أصيب برصاصة حيَّة في الرأس وأخرى في القلب، مشيراً إلى تعرض 10 شُبّان آخرين لإصابات «في مواجهاتٍ في مناطق حدودية مختلفة تابعة للقطاع». وتركَّز الصدام في خان يونس «جنوبغزة» ومخيم البريج «وسط» وقرب معبر بيت حانون «شمال». وفيما استخدم المتظاهرون الحجارة؛ ردَّ الجنود الإسرائيليون بالرصاص. سياسياً؛ دعا وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، مُجدَّداً إلى تأسيس نظام حماية دولية لمواطنيه، مُحمِّلاً المجتمع الدولي المسؤولية. وحذر من أن فقدان الأمل هو أعتى أعداء السلام، واصفاً اليأس ب «أقوى حلفاء التطرف»، ومؤكداً «سنعمل جاهدين على مواصلة الدفاع عن شعبنا وحقوقه وفق القانون الدولي». وشدد الوزير، خلال كلمةٍ ألقاها أمس في باريس أمام المؤتمر العام ال 38 لمنظمة اليونسكو، على وجوب مواجهة المجتمع الدولي لسياسات الاحتلال غير الشرعية، داعياً مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان الأممي إلى الاضطلاع بمسؤولياتهما في حماية مواطنيه من خلال الآليات المعتمدة. ولفت في الوقت نفسه إلى أهمية حماية التراث الحضاري الفلسطيني «فبلادنا أرض تراث عالمي ثقافي وطبيعي وذات قيمة نادرة واستثنائية يجب حمايتها وصونها». ونبَّه إلى تعرض هذا التراث للتدمير والاستيلاء الممنهج، متهماً السلطة القائمة بالاحتلال بالسيطرة على المواقع التاريخية والدينية وإخضاع التراث الثقافي لتشريعاتها «مستخدِمةً نظامها القضائي في تبرير أعمالها غير القانونية». وخاطب المالكي المشاركين في مؤتمر اليونسكو بقوله «جئتكم اليوم ووطني يتعرض من جديد إلى عدوان غاشم يطول البشر والحجر ولا يستثني الأطفال والشيوخ والنساء». ورأى أن الهدف من «هذا العدوان المتواصل هو إلغاء وجود شعبنا على أرض آبائه وأجداده المتجذر فيها منذ أكثر من 10 آلاف عام»، متعهداً بملاحقة أي طرف يثبُت تورطه في التعامل مع الآثار الفلسطينية المسروقة «بما فيها تلك الدول التي تقبل أن يُعرَض في متاحفها هذا التراث المسروق كما حدث سابقاً مع مخطوطات البحر الميت التي سرقتها سلطة الاحتلال عام 1967». في المقابل؛ أبدى وزيرٌ في حكومة بنيامين نتنياهو رضاه عن إجراءاتٍ مثل إغلاق محطة إذاعة فلسطينية في الخليل واعتقال فلسطينيين وعرب إسرائيليين بسبب تدويناتٍ على وسائل التواصل الاجتماعي. وبرَّر وزير الداخلية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، هذه الإجراءات التعسفية في تصريحاتٍ نقلتها وسائل إعلام.