النتائج والأرقام تعتبر مقياساً للعمل في شتى المجالات، وفي عالم كرة القدم يشكل الإعداد للأندية نقطة بداية ودعامة فنية ترتفع من خلالها مؤشرات المعدلات اللياقية والفنية للأندية الكبيرة الراغبة في المنافسة على البطولات والطامحة لتحطيم الأرقام لأجل إسعاد الجماهير، ولن يحدث ذلك إلا بعد مرحلة إعداد فني واختيار دقيق لأدوات التفوق الميداني بإتقان اختيار المدرب الأكفأ فنياً صاحب الكريزما التدريبية الملائمة لإمكانيات الفريق، ورسم الأهداف المطلوب تحقيقها وفق خطة إدارية وبرنامج مدروس باحترافية للموسم، بالإضافة إلى جلب لاعبين محليين وأجانب حسب الاحتياج الميداني وفق توصيات فنية خالية من لعبة السمسرة التعاقدية. وثمة مدربون توشّحوا رداء السماسرة؛ فحملوا على أعتاقهم العزف على وتر التوصيات وحاجة الفريق وإصغاء إدارات الأندية لهم وتنفيذ طلباتهم التعاقدية دون البحث عن السيرة الذاتية للمحترفين ومدى فاعليتهم وفائدتهم للفريق، والمتتبع لمعسكرات بعض الأندية قبل بداية الدوري يلاحظ أن المعسكرات أخذت منحى ترفيهياً وليس فنياً بالتفرغ لالتقاط صور «سيلفي»، ناهيك عن تأخر بعض اللاعبين عن الانضمام للمعسكرات مما يعطي دلالة واضحة لسلبية العمل الإداري وغياب الفكر الانضباطي، والجانب الترفيهي مطلوب بشكل جزئي وليس كلياً، ومع احتدام المنافسة في الدوري سوف تقطف الأندية ذات الإعداد الإيجابي ثمار عملها، ولعل سلم الترتيب بعد الجولة السادسة في الدوري يعتبر انعكاساً فنياً لإعداد الأندية، وبتسليط الضوء على أندية المقدمة نجد أن الهلال احتل الصدارة بعد إعداد مميز بالاختيار الدقيق للعناصر الأجنبية، وتحقيقه لبطولتي كأس الملك والسوبر لم يأتِ من فراغ، بل كان مقياساً للانضباطية الإدارية والكفاءات الفنية في المنظومة العملية في النادي، وعلى الرغم من خروجه من نصف نهائي دوري أبطال آسيا والخسارة من الاتحاد دورياً نجح في اعتلاء الصدارة، واستفاد من نتيجة الشباب والأهلي، وسوف يجد صعوبة في الجولات القادمة لإصرار ورغبة الأهلي الجامحة للمنافسة على الدوري وتحقيق حلم طال انتظاره بعد تغييرات جذرية في الكتيبة الأهلاوية. والاستقطابات الفنية انعكست بشكل إيجابي على الخارطة الأهلاوية، وتألق المحترف السوري عمر السومة في الهجوم وبراعة حسين المقهوي في صناعة اللعب مثالاً على تلك الانعكاسات الإيجابية مما جعل الفريق مؤهلاً للمنافسة، ولكن لغة الخطاب الإعلامي وتأجيج الأحداث سوف تؤثر على لاعبي الفريق، وربما يفقد الفريق المنافسة، ولن تنحصر دائرة المنافسة على الهلال والأهلي، لاسيما أن الاتحاد منتشٍ بعد انتصاره على الهلال، وسوف يمضي متوهجاً، والشباب في حالة تصحيحه لسلبياته الفنية والمحافظة على ركائز الفريق في الفترة الشتوية واستقطاب صانع لعب بديلاً للمصاب الكويتي سيف الحشان سوف يزاحم وينافس، وعلامة استفهام على تدهور بطل الدوري وابتعاده عن المنافسة.. ليس هذا النصر!! هكذا يردد جمهوره.