الخوف الذي يتملكنا بفقدان الأمور التي نحبها وتشكل سعادتنا هل يكمّل حياتنا أم يزيدها اضطراباً؟ هو ضجيج يحمل ألف سؤال يخاف من الغد، أو رحيل من نحب أو خذلان الآخرين لنا أو إخفاقنا في تحقيق ما نحلم به. هي الغرف الصغيرة التي تمتلئ بحكايات تجعل لحياتنا معنى متزامنا مع الخيالات السلبية. إن الخوف فسحة للأمل فيما قد يأتي رغم ما يبدو عليه من تقصير في جعلنا أكثر ثقة بما لدينا. لكنه يتحول لكابوس حينما يسيطر على تصرفاتنا ويدفعنا دون أن نشعر إلى تخريب أمر جميل نملكه أو الهروب من ممرات الحياة الواسعة خشية الفشل. ولهذا وذاك كل إنسان بحاجة لأن يقرأ خوفه جيداً ويعرف من ماذا ولماذا؟ وحتى لو لم يستطع فعل ذلك أجبر نفسه على تعلمه لأن المضي في الحياة بمخاوف نائمة تصحو بين الحين والآخر وتنفث في بهجتنا القلق والتوتر يجعل كل منا يقف على حافة مصيره دون أن يشعر حتى تأتي لحظة فينفجر فيها معبراً عن هذا الخوف بصور مختلفة وهو لايعلم أن ذلك السم كان يسري في أفكاره مسالماً. والقراءة هي أول مرحلة لاحتواء الذات وطمأنتها وهي مجموعة الكلمات التي تشكل جملة واحدة أن ماتخشاه يحدث لك. لكن لماذا؟ إن السبب يكمن في أن الأفعال عادة تدور في فلك الفكرة التي تختزن في الدماغ وتدور في نفس الحلقة متخذة حيزاً أكبر مع مرور الوقت .. لهذا راقبوا أفكاركم فهي المشعل القائم دوماً في خطوات سلوككم.