(لقد عشت لحظات جميلة ولو انني سأبدأ حياتي من جديد فسأحاول ان اعيش المزيد من تلك اللحظات، بل انني في الحقيقة سأحاول الا اعيش غيرها، مجرد لحظات واحدة بعد الاخرى بدلا من ان اعيش كل ذلك العدد من السنوات مسبقا في كل يوم من ايام حياتي.. لو انني اعيش من جديد لبدأت اركض حافية القدمين في اوقات اكبر من الربيع وسأستمتع بحياتي اكثر وساقطف المزيد من الازهار). هذا ما قالته امرأة مسنة تبلغ التسعين من عمرها، انها حتما تشعر بالندم على قرارات عديدة اتخذتها في حياتها.. وتحاول الآن تقييم امور حياتها الماضية. ان الدماغ البشري فيه نظام داخلي لاتخاذ القرارات، وهذا النظام يعمل وكأنه قوة غير مرئية توجه كل الافكار والافعال والمشاعر السلبية والايجابية في كل لحظة يعيشها الانسان.. وهذا النظام هو الذي يتحكم في طريقة تقييم الانسان لكل امور حياته ثم يختزن مجملها في العقل الباطن. ان معظم الناس لا يحاولون ضبط هذا النظام مسبقا بل قد يكون هذا النظام ركب لهم عبر سنين طويلة من قبل مصادر مختلفة كالوالدين ووسائل الاعلام والبيئة المحيطة والثقافة بشكل عام. ويتكون هذا النظام من عدة اجزاء: المعتقدات غير الواعية - قيم الحياة - مرجعيتك - الاسئلة التي توجهها الى نفسك عادة - الحالات العاطفية والانفعالية التي تخضع لها في كل لحظة. ان العلاقة التعاونية بين هذه الاجزاء المتكون منها هذا النظام تؤدي الى بذل جهد يعتبر المسئول عن دفع الانسان للامام او ايقافه عن القيام بانجاز العمل، ويسبب له القلق والخوف من المستقبل كما يقرر مستوى النجاح والسعادة والرضا، فهل سألت نفسك - ايها القاريء- لماذا اقدمت على فعل ما كان ينبغي لك ان تفعله ولماذا لاتفعل بعض الاشياء التي تعرف جيدا ان عليك ان تفعلها؟!