يتسم بعض الناس بالصرامة، والغلظة والشدة الزائدة عن حدها،ويوصفون بالشخصية الحديدية. وتكاد تنعدم البشاشة، ويختفي انبساط الوجه لديهم. غطرسةٌ غرورٌ زهوٌ تفاخرٌ كبرٌ تعالٍ حسبوا أنهم طواويسٌ بهيةٌ لامثيل لها ألوانٌ زاهيةٌ غايةٌ في الجمال فهم يرون أنهم متفردون في هذا العالم فريدون وان غيرهم لا يستحق الحياة وهذا يخلق جواً تعيساً خانقاً عند الذين يتعاملون معهم وهذا يتفاحل خطره وتتفاقم عواقبه إذاكانت هذه صفات مديرك في العمل. فقد أوقعك حظك السيئ تحت إدارته، فأصبح كابوساً مفزعاً تصحو منه كل يومٍ وفي خضم هذه الأجواء القاتمة التي خلفها المدير في مرؤوسيه والذي يشبه نفث السم في الوجوه مثل ثعبان(الأناكوندا) الضخمة المرعبة التي تعصر ضحاياها وتؤلمهم وتخنقهم قبل أن تبتلعهم - يا شيب قلبي - حينها ستتولد أزماتٌ نفسيةٌ داخل تلك الإدارة المنحوسة التي يرأسها ذلك المدير الخرافي وتحيلها إلى جحيمٍ. وسيكون هناك نفورٌ وإحباطٌ وقلةٌ في الإنتاج عند العاملين، ويحدث ربكةً في العمل، وشعوراً بعدم الرضا والقهر، لأن صوت المدير علا فوق صوت الجميع، وقراره هو النافذ. فيتصاعد الألم عندهم. عبوسٌ هو ذلك المدير منفرٌ، فيبدو كالنسر المهيب، وقد بسط جناحيه ،فهربت كل الأحياء خوفاً من سطوته، فمخلابه قوي ومنقاره طويل قاطع. وكالطاووس أعد لحربٍ ضروسٍ من غير رمحٍ أو قوسٍ، فأصبح مرؤوسه يلقب بالمنحوس، حظه من التواضع واللين والرحمة منقوص. استئذان ممنوع إجازة ممنوع مجرد القيام من الكرسي ممنوع ،لومٌ ،عتابٌ ،خصمٌ ،إنذارٌ .أما المراجع المسكين فقد أخذ حقه أيضاً من الشرب من نفس الكأس، وسيمر بعواصف، وأعاصير، ودهاليز من السيكورتيين والسكرتاريين حتى يقابل المدير ،وإذا وصل يريد العسل وجد البصل ،فرائحته النفاثة تبكي العيون وتنفر فيصدم الفؤاد مشاعر جامدةٌ ونفسٌ جامحةٌ وخذلانٌ لاياحضرة المدير ماهكذا تؤتى الكتف ، فاترك السلبية والغرور وكن أهلاً لثقة ولاة الأمر بك واحمل لنا الزهور فتمتلئ قلوبنا بالحبور على مر الدهور . وعندما وصل أمرك لولي الأمر بادر بنزع تلك الشرور، وحجب الثقة عنك. فامتلأت بالسعادة الصدور، ودعوا لولي الأمر بطول العمر. فياأيها المدير ،وياأيها المعلم ،وياأيها الأب، وياأيتها الأم، وياأيها الأخ ،املأوا الدنيا بهجةً ،وسعادةً، وازرعوا الخير، والرحمة في النفوس، والسلام، وابذروا بذور الأمل ولاتنفروا الاخرين حتى يبقى لكم ذخراً، فيرضى الله عنكم، ورسوله، وولي الأمر، وكافة الناس. التوقيع غيور