لم يستبعد وزير تونسي إعادة فرض تأشيرة دخول على الليبيين، معتبراً أن كل العمليات الإرهابية التي ضربت بلاده هذا العام خُطِّطَ لها في ليبيا. ورأى رفيق الشلي، وهو وزير دولة مكلَّف بالأمن، أن «كل شيء يتم التحضير له هناك، وقيادات المجموعات الإرهابية المحليَّة موجودة هناك». وذكَّر، في تصريحاتٍ أمس لإذاعة «موازييك إف إم»، بأن منفِّذِي هجومَي متحف باردو وفندق سوسة الداميين في مارس ويونيو الماضيين تكوَّنوا وتدرَّبوا في ليبيا. وقال «نحن نعرف أماكن ومراكز التدريب، لديهم تكوين عقائدي وتدريب عسكري». وقُتِلَ الثلاثاء في وسط العاصمة تونس 12 من عناصر الأمن الرئاسي وأصيب 20 آخرون، عندما هوجِمَت حافلتهم بواسطة انتحاري (26 عاماً) ارتدى حزاماً ناسفاً حوى 10 كيلوغرامات من المتفجرات. ووقع الهجوم في شارعٍ يبعُد 200 متر عن مقر وزارة الداخلية، وتبنَّاه تنظيم «داعش» الإرهابي، علماً أنه تبنَّى هجومَي باردو وسوسة اللذين أسفرا عن مقتل شرطي تونسي و59 سائحاً أجنبيّاً. وأكد الوزير الشلي أن الجهاديِّين التونسيِّين يخرجون إلى ليبيا ثم يعودون إلى البلاد «خلسةً عن طريق المهربين» و«يوم تأتيهم التعليمات والسلاح يقومون بالعملية»، متحدثاً عن «تحالف بين المهربين والإرهابيين». ويرتبط البلدان بحدود برية مشتركة تصل إلى 500 كلم وينتشر على طولها تهريب أسلحة وبضائع. والثلاثاء الماضي؛ أغلقت الحكومة التونسية الحدود لمدة 15 يوماً. ويرى الشلي أن «ليبيا أصبحت خطراً، لذلك لا بد من أخذ الاحتياطات، ويلزمنا اتخاذ قرارات جريئة منها مبدئيّاً غلق المعابر الحدودية الرسمية». وأشار في الوقت نفسه إلى «برنامجٍ حكومي لمزيد من تعزيز الحدود من الناحيتين الصحراوية والبحرية»، موضِّحاً «بات لدى قوات الحرس والجيش البحري تعزيزات أخرى لمزيدٍ من التحكُّم في خط الحدود البحرية مع ليبيا، لأنها قريبة ويمكن أن يأتي المتطرفون من هناك». إلى ذلك؛ ألمح الشلي إلى إمكانية إعادة فرض تأشيرة دخول على الليبيين، ولاحظ أن «عديداً من جوازات السفر في ليبيا في يد داعش والمجموعات الإرهابية»، رابطاً بين الاحتياطات الأمنية اللازمة واتخاذ قرارات سياسية. وكانت القوى السياسية والحزبية أبدت خلال اليومين الماضيين تضامنها مع الإجراءات التي تتخذها الحكومة لمكافحة التشدد، ودعت أصوات داخل البرلمان رئيس الوزراء، الحبيب الصيد، إلى اتخاذ مزيدٍ من القرارات. وتحظى حكومته بدعمٍ سياسي من دول الاتحاد الأوروبي المتطلعة إلى إحلال الأمن في شمال إفريقيا.