بُشرى لنا.. قد غيّرنا المسميّات.. فلينتبه تعليم اليابان وألمانيا.. أما أمريكا ف «برينسبلهم» لن يغيّروه. اتفق منسوبو التعليم على تغيير مسمى «مدير مدرسة»، و«مديرة مدرسة» إلى «قائد مدرسة»، و«قائدة مدرسة» على التوالي، بدءا من الأسبوع القادم. فما عاد لدينا مديرو مدارس، ولا مديرات.. قادة.. وقائدات. لما لا، والموضة لا تعرف الحواجز. فبعد أن اتهمَنا بأننا نطمع لأن نكون -جميعا- «مديرين» لا نعمل، سوف ننتقل إلى مرحلة متقدمة، من الآن، لأن نكون «قادة»؛ والبداية من مدارسنا. مع أني أعرف -من دراستي الأكاديمية، وخبرتي الطويلة، في الإدارة- أن القيادة هي عملية، أو مهمة، وأن القائد هو من يتولى مهام تلك العملية، وأنها ليست مسمى وظيفياً؛ إلا أني ذهبت أفتش عنها (القيادة) في معاجم اللغة، فوجدتها في «معجم المعاني الجامع». يقول المعجم: «القائد: من يقود الجيش»، ومع أن أولادنا وبناتنا يمكن أن يكوّنوا جيوشاً «مصغّرة» في مدارسنا، خاصة في أيام المطر، إلا أني لا أعتقد أن ذلك هو المقصود من التغيير. و«القائد: من يقود فرقةً موسيقية أو نحوها»، فتذكرت أننا لا نعلّم الموسيقى في مدارسنا.. فانتفت «القيادتان». ثم ذهبت أفتش في مصادر «إدارة التعليم، وقيادته» كوني أحد مسؤولي التعليم الأكاديمي في أرامكو السعودية – سابقا – علّي أجد ما كنت غافلا عنه، ولما لا نسمي أنفسنا «قادة التعليم الأكاديمي» بدلا من «نظّار منطقة Area Superintendent»، و«مدير مدرسة School Principal»، وهو المتعارف عليه في أمريكا، مثلا، إلى «قائد مدرسة School Leader» كمسمى وظيفي.. فلم أجد. «القيادة التعليمية» هي عملية تحويلية «Transformational» يقوم بها كل العاملين في المنظومة الشاملة بدءا من الوزير، وانتهاء بدور المجتمع في دعمه لعملية التطوير والتحويل، تتكوّن من أربعة محاور رئيسية: 1 – التدريس/التعليم الفاعل، 2 – الكفاءات التعليمية التي تشمل القدرة على اختيار اكفأ المعلمين، وإبعاد غير الصالحين منهم، ثم تطوير تلك الكفاءات ومكافأتها. هذا يتوجب استقلالية الجهاز التعليمي عن منظومة «الخدمة المدنية» كشرط لإنجاحها. 3 – الرؤية والارتباط؛ وتعني ربط جميع عوامل المهمة التعليمية برؤية عامة، وخاصة. عامة بحيث تشمل الرؤية الاستراتيجية لمخرجات التعليم على مستوى المملكة، ومنها القدرات العلمية المتحصلة، مقرونة بانضباطية تصلح لمتطلبات القادم من التحديات؛ وخاصة على مستوى المجتمع المحلي: تطوره، وفي الوقت ذاته تحافظ على قيمه وتقاليده الجيدة. 4 – التخطيط الاستراتيجي، حيث يمكّن «قائد المدرسة» من «المناورة» لتغيير، وتعديل، مسار العملية التعليمية في مدرسته حسب سرعة التقدم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي وضعها بمشاركة الهيئة التعليمية، وممثلي الطلبة، وأهاليهم، وممثلي القطاع الخاص. أخشى ما أخشاه بأننا نوهم مديري المدارس الذين غيّرنا مسمى وظيفتهم من «مدير» إلى «قائد» بأنهم قادرون – السيئ منهم والطالح، ولا أظن أن بينهم طالحين (فقط لكي لا يأخذوا في خواطرهم عليّ) – على قلب العملية التعليمية لتُجاري، بين عشيّة وضحاها، وقبل تغيير الوزير، تلك التي قرأنا -ونصد- عنها في تجارب الأمم المتطوّرة. نسيت أن أقول فيما وجدته في «معجم المعاني» إن جمع «قائد» هو: «قائدون، وقادة، وقُوّاد» … فانتبهوا، لا تتوهقوا مع مديري المدارس، فيعودوا «معلمين»!