يجب أن لا تستغرب وزارة الصحة والجهات المهتمة والمتخصصة بالجانب الصحي من المؤشرات والأرقام المفجعة والخطرة التي يعيشها أولادنا غذائيا منذ سن الطفولة وحتى مرحلة المراهقة بل وتتعدى ذلك إلى مرحلة الشباب. دون مبالغة يبدو أن المستقبل المظلم والغامض صحياً وغذائياً ينتظر أولادنا، وذلك من خلال سلوكياتهم الغذائية الخاطئة والمبالغة في هذه السلوكيات كماً وكيفاً، التي تمارس لعدة سنوات دون أي نشاط بدني يقلل من خطورة هذه السلوكيات. وذلك يأتي بسبب اندفاعهم لتناول الوجبات السريعة ومرورا بأنواع شرائح البطاطا المعلبة وانتهاء بالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة الخطيرة التركيب والمحتويات، فضلاً عن الازدياد الواضح في ارتياد المطاعم خلال السنوات الأخيرة وأيضا قلة الاعتماد على الطبخ الذاتي المنزلي. إن قلة الوعي الغذائي لدينا مرجعه إلى قصور إعلامي وتوعوي واضح من وزارة الصحة وكذلك بعض الجهات ذات الاختصاص. لقد قدمت وسائل التواصل خدمة توعوية ناجحة من خلال حسابات فردية موثوقة ومعروفة ومتخصصة ما لم تقدمه جهات حكومية مرتبطة بالموضوع. إن آباءنا وأجدادنا أفضل صحة منا وبفارق كبير لاعتمادهم على الغذاء الطبيعي البعيد عن السلع الغذائية المعلبة والمليئة بالمواد الحافظة والمؤكسدة والمحلاة والملونة والهرمونات وكافة أنواع المواد الكيميائية، ونحن بدورنا حتما سنكون أفضل صحة من أطفالنا لأننا تغذينا في طفولتنا ومرحلة بنائنا الغذائي على كثير من المواد الغذائية الطبيعية والمنزلية المصدر. لكن أطفالنا الذين اعتادوا -مع الأسف- على كل ما هو مغرٍ مما تحمله رفوف مقاصف المدارس والسوبرماركت من حلويات وأغذية تمت بطرق تصنيعية وكيميائية، سوف يواجهون عديداً من الأمراض -لا قدر الله- في مرحلة شبابهم بسبب البدانة أو ضعف البناء الغذائي لهم وخاصة الأمراض المزمنة «السكري الضغط الكولسترول» ناهيك عن أمراض أشد كقصور وظائف الكلى مثلاً. هذا ما أعلنه بعض اختصاصيي الأغذية وكذلك الأطباء في ندوات ومؤتمرات عديدة، وكذلك الخوف من عدم قدرة القطاع الصحي لمواجهة هذه الأعداد الكبيرة علاجاً وأدوية للمصابين بهذه الأمراض. فعلى الجهات الصحية والغذائية وضع استراتيجية توعوية طويلة المدى في مجال التوعية الغذائية. إن الأسلوب الغذائي الرائج حاليا بين أولادنا أشد خطورة من التدخين.