اعتمدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 12 عضوية جديدة للسياحة الزراعية والريفية «أرياف»، تغطي 5 مناطق في المملكة وذلك في كلٍّ من مناطق: مكةالمكرمة، وحائل، تبوك، نجران، القصيم، ومحافظة الأحساء، حيث بلغ عدد المزارعين المنضمين إلى عضوية السياحة الزراعية والريفية «أرياف» 76 مزارعاً في مختلف مناطق المملكة. ودعت الهيئة جميع المستثمرين والمزارعين للاستثمار في مشاريع «الاستراحات الريفية» و»النزل البيئية»، التي تتبناها من خلال إدارة تطوير المواقع السياحية، في الوقت الذي تعدُّ فيه السياحة الزراعية والريفية «أرياف» إحدى مبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأحد المنتجات الجديدة التي تضاف للاقتصاد الوطني. وتتمثل «أرياف» في الرحلات التي يقصد فيها السائح مزرعة ما للاستمتاع بعدد من الأنشطة والخدمات على أرضها، حيث أشارت الدراسات إلى أن هذه النوعية من المشاريع مجدية اقتصاديّاً، وتتحمل المخاطر التي قد تتعرض لها أثناء التشغيل، كما أن عائداتها تعدُّ عالية نسبيّاً، وتم تقديرها كاستثمار منافس للفنادق ووحدات الإقامة التقليدية وجاذبة للسائح المحلي «السعودي والمقيم»، بالرغم من ندرة المنافسة في هذه النوعية من خدمات الإقامة المرتبطة بالسياحة الريفية. وتأتي أهمية تنمية الحركة السياحية للمناطق الزراعية والريفية في المملكة، خصوصاً أن نسبة السعوديين العاملين في الزراعة يبلغ 48%، في إسهام هذا النوع من السياحة في إثراء التجربة السياحية المحلية، وإيجاد عناصر للترفيه والمتعة والتعليم للسائح في المزارع، إضافة إلى توفير دخل إضافي للمزارعين وفرص وظيفية لسكان المحافظات، وكذلك تمكين المزارعين من تطوير برامج ومنتجات وخدمات وأنشطة سياحية في مزارعهم، في الوقت الذي يشهد هذا النوع من السياحة على المستوى الدولي إقبالاً متزايداً من الجمهور حيث تقدر نسبة نموه بحوالى 10% إلى 15% من إجمالي الإنفاق السياحي العالمي. ومنح برنامج السياحة الزراعية في المملكة عضويته حتى الآن ل 65 مزرعة في مختلف مناطق المملكة، حسب الشروط التي يتضمنها البرنامج، وسبق للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وصندوق التنمية الزراعي توقيع اتفاقية تعاون يتم بموجبها تقديم القروض لأصحاب المزارع لتطويرها وفق معايير الانضمام للسياحة الزراعية. وبلغ عدد المزارع في المملكة عام 2014 أكثر من 285 ألف مزرعة «التعداد الزراعي – مصلحة الإحصاءات العامة»، وتمثل الزراعة مصدر دخل مهمّاً لنسبة كبيرة من المجتمع السعودي، كما أنها توفر السيولة المناسبة لدى سكان المدن الكبيرة في المملكة، وتشكل المزارع وجهات سياحية محلية خصوصاً في نهاية الأسبوع، كما أن من شأن هذا النمط من السياحة أن يحوِّل المَزَارع من مجرد أماكن للزراعة إلى مشاريع سياحية، كما أنه يسهم في استغلال أفضل للمنشآت والتكاليف الثابتة، وأيضاً من شأن هذا النوع من السياحة أن يشكل دخلاً إضافيّاً يساهم في تنمية قدرات المزارع وتحسين المستوى المعيشي لبعض الأسر المعتمدة على الزراعة. ويمكن للمزارعين أن يجعلوا للسياحة الزراعية دوراً في زيادة قيمة المزرعة والمنتجات الزراعية، كما يسهم في تكوين فرص وظيفية جديدة لأبناء المناطق الزراعية، وزيادة الدخل للمجتمع المحلي والجهات ذات العلاقة، وتنمية سياحة نهاية الأسبوع، حيث إن انتشار المزارع في جميع مناطق المملكة سيسهم في تكوين وجهات سياحية لسكان المدن الكبيرة، وتنمية الترابط بين سكان المدن والمناطق الأخرى، والتعريف بإمكانات الوطن، كما يعمل هذا النوع من السياحة على التقليل من الهجرة من المناطق الريفية للمدن.