سعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس لطمأنة زعماء طاجيكستان وتركمانستان إلى أن واشنطن مازالت ملتزمة بأمن آسيا الوسطى حتى رغم سحب قواتها من أفغانستان المجاورة. ويخشى البلدان انتشار التشدد الإسلامي في حين يخشى المسؤولون الأمريكيون أن تحدث الحملات الحكومية الصارمة أثرا معاكساً ومزيداً من القلاقل. واجتمع كيري مع رئيس طاجيكستان إمام علي رحمانوف في العاصمة دوشنبه ومن المقرر أن يلتقي برئيس تركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف في عشق آباد في وقت لاحق من يوم أمس. وقال كيري للصحفيين بعد محادثاته مع رحمانوف «أكدت التزام الولاياتالمتحدة بالعمل مع طاجيكستان والدول الأخرى لتعزيز أمن الحدود.» وتجيء زيارة كيري للبلدين في اليوم الأخير من جولته بآسيا الوسطى، التي تضمنت جميع الجمهوريات السوفيتية السابقة الخمس بالمنطقة سعياً لتأكيد عزم واشنطن على مواصلة التعاون معها في وقت تعزز فيه روسيا من دورها بالمنطقة. ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن يرى زعماء آسيا الوسطى القرار، الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما في الآونة الأخيرة بإبطاء خطى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كدليل على أن واشنطن لا تتخلى عنهم. وتهدف الجولة أيضاً إلى إظهار أن الولاياتالمتحدة لا تريد تعزيز التعاون الأمني بل والروابط الاقتصادية أيضاً. من ناحية أخرى، شدد كيري الإثنين في آستانة عاصمة قازاخستان على أن حكومات آسيا الوسطى يجب ألا تتخذ من مخاوف التطرف ذريعة لشن حملة على المعارضة أو تستخدمها «رخصة للجوء للعنف بشكل عشوائي». وقال إن الأمرين من شأنهما تقوية ذرائع التشدد بين الناس. وقال «الصعوبات والتحديات الكبرى، التي تنطوي عليها مكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف العنيف» بحاجة لأن يقابلها حفاظ على حقوق الإنسان والحريات الدينية.