واشنطن، نيودلهي – رويترز، يو بي أي - أعلن ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص الى افغانستانوباكستان أمس، انه لم يتبين قضاء الجيش الباكستاني على متمردي حركة «طالبان» في الهجوم الذي اطلقه قبل ثلاثة اشهر على اقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب) أم أنه أدى فقط الى تشتيتهم. وقال بعد عودته من رحلة الى البلدين: «النقطة الفصل في هذه العملية ستتحدد بعد عودة اللاجئين، والأمن الذي سيتوافر لهم. ويجب ان ننتظر لنرى»، بينما أشاد هولبروك بنقل اسلام آباد قوات من حدودها الشرقية حيث تواجه عدوها التقليدي الهند، وإرسالهم الى الحدود الغربية حيث تريد الولاياتالمتحدة منذ وقت طويل مشاركة اكبر من جانب باكستان في الجهود التي تبذل لتحقيق الاستقرار في افغانستان المجاورة وتدمير تنظيم «القاعدة». واتهمت الولاياتالمتحدة في مرحلة اولى باكستان ب «الرضوخ» لتمرد «طالبان» الذي أثار مخاوف من زعزعة استقرار باكستان المسلحة نووياً، لكن الحكومة الباكستانية اطلقت حملة في وادي سوات، زعمت بعدها مقتل 1800 متشدد، فيما يشير منتقدون الى عدم القضاء إلا على عدد قليل من قادة الحركة، «ما يزيد احتمال اعادة تجميع المتمردين صفوفهم». وأعلن مسؤول العمليات في الجيش الباكستاني العقيد نديم ميرزا أمس، ان الجيش أكمل سيطرته على نسبة 50 في المئة من منطقة تحسيل ميدان بدير السفلى، فيما قتل شخصان وجرح عدد من الأطفال لدى سقوط صاروخ على منزل في منطقة خيبر (شمال غرب). وتوقع ميرزا ان يكمل الجيش سيطرته على المنطقة خلال أسبوعين، مشيراً إلى ان السكان عادوا إلى الأماكن التي جرى تطهيرها، وأن الجيش يؤمن لهم الحماية الكاملة. وأكد ان منطقة تحسيل ادنزاي تحت سيطرة الجيش بالكامل، وأن 80 في المئة من سكان المنطقة عادوا إلى منازلهم. في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية الهندي إس. إم. كريشنا ان بلاده طالبت باكستان بتسليمها 42 مطلوباً بينهم متورطون في هجمات بومباي عامي 1993 و2008، لكن باكستان رفضت التعاون. وقال كريشنا أمام البرلمان الهندي ان «من بين المطلوبين تاجر المخدرات الهندي داود إبراهيم، الذي يعتبر زعيم الجريمة في بومباي ويشتبه في أنه ساهم بتمويل تفجيرات بومباي الأخيرة». وأضاف ان «باكستان ترفض كل الأدلة والملفات التي تعطى لها بحجة انها غير كافية، ولا يمكن إثباتها قانونياً. وهي نفت وجود مجرمين كبار أمثال إبراهيم وطاهر ميمون وشوتا شاكيل ولخبر سينغ»، وجميعهم مطلوبون هنود على اللائحة، «أما بالنسبة إلى المطلوبين الباكستانيين فرفضت إسلام آباد تسليمهم بحجة عدم وجود معاهدة لتسليم مطلوبين بين البلدين، وغياب الأدلة». وفي دوشنبه، حض رئيس طاجيكستان علي رحمانوف نظيره الباكستاني آصف زرداري على تعزيز التعاون بين البلدين للحيلولة دون زعزعة الاستقرار في آسيا الوسطى. وقال رحمانوف، عشية استضافة بلاده قمة اقليمية في شأن الأمن يحضرها أيضاً الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف: «يجب بذل مزيد من الجهد للحفاظ على الاستقرار في المنطقة». واكتفى زرداري بالقول: «سنقف معاً في وجه تحديات هذا القرن، ونتطلع الى تعزيز التعاون بيننا». ولاحقاً، اتفقت افغانستانوباكستان وطاجيكستان على تنسيق الجهود في معركتها ضد العنف الإسلامي. وقال رحمانوف: «أبدت الدول الثلاث حماسة للتعاون في مواجهة كل التهديدات والتحديات مثل الإرهاب وكل مظاهره مثل التطرف والجريمة المنظمة». ويعتقد محللون أمنيون بأن بعض متشددي «طالبان» الذين يتحدرون من المنطقة، والذين أجبروا على اعادة تنظيم صفوفهم بسبب القتال العنيف في المناطق القبلية في افغانستانوباكستان، ربما شرعوا في العودة الى آسيا الوسطى. ويقول مسؤولون إن «الهجمات الأخيرة التي شهدتها المنطقة دبرتها الحركة الإسلامية في أوزبكستان التي ترتبط بالقاعدة، ويتزعمها طاهر يولداشييف أكثر رجل مطلوب في آسيا الوسطى».