كما نعلم جميعاً أن الإدارة فن لا يتقنه إلا من امتلك علماً وفكراً وأسلوباً وقدرة على إدارة الأمور والتعامل مع الآخرين ومهارات عدة قد لا نكاد نحصيها، وبالطبع تختلف من شخص لآخر ومن مسؤول إلى مسؤول ومن مدير إلى مدير، وحتى رئيس القسم فنجد منهم الإداري المحنك ورئيس آخر لا يحرك ساكناً، وهناك من يكون الأجدر والأعلم بالإدارة، وآخر لا يعلم أبسط مبادئها، فهناك إداري قادر على اتخاذ القرار، وإداري لا يعلم متى وكيف ولماذا يُصدر القرار، وأيضاً تجد إدارياً يعلم النظام بكل ما فيه، وآخر لا يعلم ما هو النظام وما هي لوائحه، والغريب أن بعضهم لا يملكون شهادات علمية تؤهلهم لذلك، فهم لا يعلمون ماذا يفعلون لأنهم ليسوا أكفاء بذلك المنصب، فأصبح مفهوم الإدارة الصحيح والطرق المتبعة لتميز الشخص في الإدارة على وشك الانقراض لا يعلمها إلا قليل، وعند المرور على كثير ممن يملكون القرار في بعض الإدارات تجد أنهم لا يقومون بكامل أسس الإدارة الصحيحة، وأن إدارتهم تسير في طريق غير واضح، وتجد موظفي تلك الإدارة ضحايا ذلك المدير غير الإداري لأن إدارته أصبحت الأضعف بين الإدارات لقلة خبرته وقراراته الخجولة وليس المزاج هو الذي يتحكم في كيفية إدارة الإدارة، فكم من مدير كان الجميع يشهد له بالتميز، وكم من مدير قاد إدارته لطريق مظلم لأنه كما ذكرت في بداية مقالي الإدارة فن وليس أي شخص يجيدها ويبحر في تميزها ونجاحها.. أليس كذلك؟