تعاطي المجالس واللجان الأولمبية الخليجية مع فكرة الأولمبياد ما زال دون المستوى، ويبدو أنه سيبقى كذلك مادام على هرمها بعض المسؤولين، الذين لا هم لهم سوى التنظير ولَبْس البشوت والسفر وتوزيع الابتسامات وحب الخشوم. شخصياً غير مُتفائل بتركيبة العمل الحالي في تلك اللجان والمجالس الخليجية، وأشعر بالخجل عندما أسمع أحد مسؤوليها يُنظر عن الخطط والاستراتيجيات والبرامج والمعسكرات والاتفاقيات وغير ذلك من العبارات المستهلكة، التي ليست من الواقع في شيء. الأولمبياد الحالي الذي تستضيفه الدمام أثبت أن الشق أكبر من الرقعة، وأن الأولمبياد الخليجي ليس أكثر من هدر للمال والوقت والجهد، ولا أدل على ذلك من اعتذار الكويت وغياب جماعي في كثير من الألعاب، ككرة القدم التي قدمت ثلاثة منتخبات، وتباعد في المسافات بين المشاركين وخفوت إعلامي وغير ذلك من السلبيات. أولمبياد الخليج الحالي، كشف الستار عن مسؤول لا يحب العمل أو أنه يحب العمل العشوائي والفوضوي، وكشف أيضاً عن دول تزدري القطاع الرياضي ولا تقدم له الدعم الكافي، وكشف أيضاً عن خيارات سيئة على مستوى مسؤولي بعض الاتحادات، فيما يستوقفني ويستهويني كثيراً جهد شباب المملكة في تقديم بطولة عالية التنظيم. تميز حفل الافتتاح والتنظيم وبعض المنافسات ثلاث أيقونات فرح فوق سطح مليء بملفات وصور الفشل، بداية بتغطية متواضعة لبعض المنافسات، ومروراً بإعلام لا يتقن ثقافة التنوع وختاماً باتحادات قدمت أوراق اعتمادها سفيرة للفشل. كشف حساب الأولمبياد الحالي والعمل الأولمبي الخليجي، يجب أن يكون فوق طاولة المسؤول لا في سلة المهملات، وبعض الاتحادات الفاشلة كذبة كبيرة يجب أن تخضع للتحقيق والمراجعة والمحاسبة. أخيراً تصدر السعودية للتجمع الأولمبي الخليجي لا يعني قوة الجسد الرياضي الأولمبي السعودي، قدر ما يكشف عن أجساد أخرى أضعف منه يا أصحاب السمو والسعادة والمعالي.