لاحظت في الآونة الأخيرة تفاعل أشخاص مع بعض الرسائل والأكاذيب، التي تُنشر عبر برامج التواصل الاجتماعي دون التحقق من صدق ما يُطرح. وقد تنوعت الأكاذيب والأباطيل، التي تروِّج أموراً سياسية، تستهدف الوطن واستقراره، أو الأفراد والمجتمع، ووصل الأمر إلى محاولة ضرب الاقتصاد الوطني بتشويه صورة بعض الشركات الوطنية في مختلف المجالات، وتُعدُّ بعضها بمنزلة صمام الأمان بتوفيرها منتجات محلية دون الحاجة إلى الاستيراد من الخارج. إن هذه الأكاذيب والشائعات، يجب ألا يتم التفاعل معها، خاصة من قِبل الشباب، وكذلك يجب التحقق مما يتم تناوله من قلة، تسعى إلى الهدم وضرب المكانة المتميزة، التي وصلت إليها المملكة العربية السعودية بصفتها ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم، وتمتلك أكبر اقتصاد على مستوى المنطقة، هذه المكانة تجعل الحاقدين يستخدمون مختلف أدوات الهدم للنيل منها، خاصة عبر استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت مفتوحة على الجميع دون ضوابط. إننا نحتاج إلى مواجهة هذه الأباطيل والأكاذيب، التي يروِّجها أشخاص مجهولو الهوية ممَّن يحملون أسماء مستعارة، ثم نرى شباباً يتفاعلون مع ما يروِّجه هؤلاء "الكذابون"، الذين يقودون حملات الفتن، ويحاولون هدم الاقتصاد الوطني من خلال التأثير على بعض الشركات والمؤسسات الوطنية، وقد وصل بهم الحال إلى قيام بعضهم بابتزاز مؤسسات وطنية، والتلويح بنشر شائعات عنها. تذكرت ما صرح به الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي عام المملكة قبل سنوات، حيث قال: "إن النقد الهادف وسائله معروفة، أما تويتر، وغيره مما تُنشر فيه الافتراءات والأكاذيب، فعلى المسلم الترفع عن أن يكون مصدراً لها، أو يمدها، أو يرضى بها، أما أن نصغي لهذا الموقع، ونجعله مصدر علمنا وتحصيلنا، فنشيع ما نقرأ دون معرفة المصادر والباعث الحقيقي، والانسياق وراء ما يفترون ويقولون، فذلك خطر عظيم، فكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع". إن المصيبة الكبرى أن ترى بعض وسائل الإعلام تتأثر بما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعيد نشره، وكأنه خبر جديد. أعتقد أن للخبر مصدراً معروف المعالم، وليس اسماً مستعاراً، لذلك علينا الحذر مما يروَّج من أدوات هدفها هدم ما تم بناؤه من صروح اقتصادية عملاقة، يشار إليها بالبنان، ونأمل أن تكون هناك تحركات من قِبل الجهات المختصة لرصد مروِّجي الأباطيل والشائعات الهدامة.