دعت جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماعٍ وزاري طارئ لبحث التصعيد الإسرائيلي الجاري، في وقتٍ تواصَل الردُّ الفلسطيني عبر 3 هجماتٍ فرديةٍ في القدس وتل أبيب تزامنت مع إضرابات في مناطق عرب ال 48 ووسط مدينة غزة ومواجهات في الضفة الغربية. وأعلنت الجامعة العربية، ومقرها القاهرة، موافقتها على طلبٍ من دولة الإمارات العربية المتحدة بعقد اجتماع طارئ على مستوى الوزراء لبحث انتهاكات الاحتلال. وصدرت الدعوة عن الإمارات خلال مناقشات أجراها المندوبون الدائمون في مقر الجامعة، وقال المندوب الإماراتي، محمد الظاهري، خلالها إن بلاده تدعو إلى الاجتماع بصفةٍ طارئة. واستُشهِدَ 27 فلسطينياً على الأقل بينهم 8 أطفال خلال مصادماتٍ مع شرطة وجيش الاحتلال خلال الأسبوعين الماضيين اللذين شَهِدَا مقتل 7 إسرائيليين. واشتعلت المصادمات بعد غضبٍ من تزايد زيارات يهود متشددين لحرم المسجد الأقصى في البلدة المقدسية القديمة. وشدَّد المندوب الإماراتي الظاهري على «حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال»، وحثَّ على دعم الصامدين والوقوف إلى جانبهم في الدفاع عن الإنسان والأرض والمقدسات. وأفصح، خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية، عن الموافقة على دعوة بلاده إلى «عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري بهذا الشأن». ميدانياً؛ قُتِلَ إسرائيليان على الأقل وأصيب آخرون بجروح في عمليتين منفصلتين في القدس صباح أمس. ووفقاً لوسائل إعلام؛ اقتحم فلسطينيان من حي جبل المكبر حافلةً إسرائيليةً تعمل على خط رقم 78 في المدينة. وفتح أحدهما النار على الركاب وعددهم 15 شخصاً، فيما كان الآخر يحمل سكينين. وعلى الإثر؛ قُتِل راكبٌ وتُوفِّي آخر متأثراً بجروحه، بينما أصيب 3 آخرون بجروح. واستُشهِد أحد المنفذَين برصاص شرطيِّين، وأصيب الآخر. وعاين مصور صحفي الحافلة وهي مخترقة بوابل من الرصاص ونوافذها محطمة. وذكر أحد السكان القريبين من الموقع أنه سمِعَ من منزله صوت نحو 20 أو 30 طلقة. ولاحقاً؛ صَدَم فلسطيني ثالثٌ من جبل المكبر مارةً قرب موقفٍ للحافلات في شارعٍ لليهود المتشددين في القدس الغربية، قبل أن يترجل من السيارة ويهاجمهم بسكين. وأدى ذلك إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروحٍ طفيفة، كما أصيب منفذ الهجوم. وفي مدينة رعنانا (شمال تل أبيب)؛ أقدم فلسطيني (22 عاماً) على طعن إسرائيلي، لكن المارة سيطروا عليه عبر ضربه، ليُنقَل إلى أحد المستشفيات وهو في حالة غير خطرة. إلى ذلك؛ ترجِّح مصادر لجوء حكومة الاحتلال الأمنية المصغّرة، التي تضم المسؤولين الحكوميين الأساسيين، إلى إجراءٍ متشددٍ يقضي بإغلاق الأحياء الفلسطينية في القدسالشرقية. وتحدثت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، عن مضمونٍ مماثل. وأشارت إلى إمكانية تسهيل إجراءات حصول مواطنيها على سلاحٍ بدعوى «الدفاع عن النفس». وفي الضفة الغربية؛ استمر التوتر أمس مع اندلاع مواجهات جديدة. وألقى المئات من المتظاهرين الحجارة على جنود الاحتلال في محيط مستوطنة بيت إيل قرب رام الله وحاجز قلنديا العسكري الموصل إلى بيت لحم. وأصيب 15 متظاهراً على الأقل بالرصاص، بحسب خدمات الإسعاف الفلسطينية. وعادةً ما يُلقِي عشرات المحتجين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الذين يستخدمون في الغالب الرصاص الحي والمطاطي. من جهته؛ أقرَّ وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، المُقرَّب من رئيس حكومته، بنيامين نتانياهو، بغياب ما سمَّاها «وصفةً سحرية». وذكَّر بأنه «في الانتفاضتين السابقتين؛ استغرقنا أياماً وأسابيع وحتى سنوات للتغلب عليهما»، مُؤمِّلاً أن «يتم الأمر هذه المرة بسرعةٍ أكبر» في إشارةٍ إلى تصعيدٍ محتمَل. وامتد التوتر الذي بدأ قبل أسابيع في القدسالشرقيةوالضفة الغربية المحتلتين إلى مناطق عرب ال 48. وأعلنت لجنة المتابعة العربية العليا إضراباً عاماً أمس داخل دولة الاحتلال؛ داعيةً إلى تظاهرة في بلدة سخنين. وعمَّ الإضراب الشامل المدن والقرى والبلدات العربية. ويتحدَّر عرب 48، الذين يُقدَّر عددهم اليوم ب 1.4 مليون نسمة، من 160 ألف فلسطيني بقَوا في أراضيهم بعد قيام دولة الاحتلال عام 1948، لكنهم يعانون من التمييز ضدهم خصوصاً في مجالي الوظائف والإسكان. وأضرب الطلاب في المدارس العربية، كما أضربت مدينة الناصرة وبلدات الجليل. واقتصر الإضراب في مدينة حيفا المختلطة على المدارس وبعض محلات الأحياء العربية، بينما فتحت المطاعم والمقاهي أبوابها في الحي الألماني. واعتبر رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وهي كيان سياسي يعبِّر عن عرب 48، أن «الفلسطينيين لم يبادروا للتصعيد». ورأى محمد بركة أن «من بادر هو نتنياهو بعد خطاب محمود عباس في الأممالمتحدة؛ لأن الأول يريد تحويل الصراع السياسي إلى ديني». وفي غزة؛ تظاهر مئات من السكان على الشريط الحدودي للقطاع، في وقتٍ أضرب التجَّار. ولوَّح المتظاهرون بأعلام فصائل سياسية مختلفة في مسيرتهم نحو الحدود مع إسرائيل. وردَّ جنود الاحتلال بإلقاء قنابل الغاز ما أدى إلى إصابة 14 متظاهراً على الأقل، كما قالت مصادر طبية. بدورها؛ دعت حركة «حماس»، المسيطرة على القطاع، إلى مواصلة ما وصفتها بالانتفاضة.