أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال ترؤسه أمس جلسة مجلس الوزراء في قصر اليمامة في الرياض، أن التصريحات غير المسؤولة والهادفة إلى الاستغلال السياسي لحادثة التدافع في منى، وإحداث الفرقة والانقسام في العالم الإسلامي، لن تؤثر على دور المملكة وواجبها الكبير ومسؤولياتها العظيمة في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على أمنهم وسلامتهم، وحرصها الدائم على لم الشمل العربي والإسلامي، وأن المملكة لن تسمح لأي أيدٍ خفية بأن تعبث بذلك. معرباً عن شكره لقادة الدول الشقيقة والصديقة وكل من تقدم بالعزاء للمملكة في ضحايا الحادثة. وأعلن المجلس، خلال جلسته عن موافقته على تنظيم هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة. ويؤسس التنظيم هيئة عامة ترتبط تنظيمياً برئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، للعمل على توليد الوظائف ومكافحة البطالة في المملكة. وفي مستهل الجلسة أطلع خادم الحرمين المجلس على مباحثاته مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مجدداً التأكيد على الدعم الكامل لليمن وحكومتها الشرعية، ومساعدة شعبها الشقيق. كما أطلع المجلس على نتائج مباحثاته مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز منوهاً بعمق العلاقات بين البلدين والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. من جانبه رفع المجلس، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على أمره الكريم بصرف مساعدة لذوي المتوفين والمصابين في حادثة سقوط الرافعة في المسجد الحرام، وما تضمنه باستضافة اثنين من ذوي كل متوفى من حجاج الخارج ضمن ضيوفه لحج عام 1437ه وتمكين من لم تمكنه ظروفه الصحية من المصابين من استكمال مناسك الحج هذا العام من معاودة أداء الحج المقبل ضمن ضيوفه. وأعرب المجلس، بمناسبة الذكرى ال 85 لليوم الوطني، عن الشكر والثناء لله عز وجل على ما تتمتع به المملكة من نعمة الأمن والاستقرار، وما تشهده ولله الحمد من تطور ونماء وازدهار، مؤكداً أن كل المسلمين يشاركون المملكة في هذا الاحتفاء لأن هذه الذكرى تسجل انطلاقة تاريخية لهذه الدولة المباركة التي سخرت إمكاناتها لخدمة الإسلام والمسلمين. داعياً الله سبحانه وتعالى أن يجزي مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبناءه البررة من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله – رحمهم الله – على ما حققوه للوطن من إنجازات متواصلة، وأن يسدد خطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويوفقه ويجزيه خير الجزاء على مايوليه من رعاية واهتمام بالحرمين الشريفين وقاصديهما وشؤون المسلمين كافة، وعلى ما تشهده المملكة في ظل قيادته الحكيمة من أمن واطمئنان، وما يتسم به من رؤية مستقبلية مملوءة بالتوجهات المتزنة التي تصل بالمواطن بمشيئة الله إلى مستويات أرقى معيشياً واقتصادياً وأن تكون المملكة أنموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على الأصعدة كافة. واستمع المجلس من ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن نتائج زيارته إلى روسيا الاتحادية واجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين الذي تم خلاله التأكيد على حرص المملكة على تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقاً لمقررات مؤتمر جنيف (1) وبما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري من مآسٍ على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة. وبين أن المجلس استمع بعد ذلك، إلى عدد من التقارير عن مستجدات الأحداث وتطوراتها على الساحات العربية والإقليمية والدولية، معرباً عن التهنئة لليمن حكومة وشعباً بمناسبة عودة الحكومة اليمنية وتمكنها من مزاولة مهامها من مدينة عدن العاصمة المؤقتة مما يجسد ولله الحمد ما تحقق من نصر، ومجدداً التأكيد على وقوف المملكة وإخوانها وأصدقائها في دول التحالف مع اليمن. واستنكر المجلس ما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس والضفة الغربية من انتهاكات وإجراءات استفزازية مستمرة واعتداءات على أبناء الشعب الفلسطيني من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، مشدداً على دعوات خادم الحرمين الشريفين خلال اتصالاته برؤساء الدول الفاعلة ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة بذل الجهود والمساعي الأممية الجادة والسريعة وتدخل مجلس الأمن لاتخاذ التدابير العاجلة كافة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كافة. كما ثمن المجلس القرار الصادر عن الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد في نيويورك، استجابة لدعوة المملكة الذي أكد السيادة الفلسطينية على القدسالشرقية ورفض الأمة الإسلامية وإدانتها لإجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتصميمها على منعها وإبطالها كونها إجراءات باطلة ومدانة وغير قانونية وما تضمنه القرار من دعوة مجلس الأمن الدولي إلى سرعة التحرك لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها. ورحب المجلس بتوصل ممثلي الأطراف الليبية المتحاورة في مدينة الصخيرات بالمغرب إلى اتفاق سياسي على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الذي أعلنه مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة إلى ليبيا برنار دينو ليون. وأدان المجلس التفجير الإرهابي الذي شهدته عاصمة تركيا وأدى إلى سقوط عديد من الضحايا، مجدداً تضامن المملكة ووقوفها مع تركيا في محاربة الإرهاب وأشكاله وصوره كافة وأياً كان مصدره معرباً عن أحر التعازي لجمهورية تركيا حكومة وشعباً ولأسر الضحايا، داعياً الله أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.