أعلنت موسكو تكثيف حملتها الجويَّة ضد مواقع الإرهابيين في سوريا، فيما أفيد في واشنطن بتوقُّع إجراء مباحثات عسكرية جديدة بين روسياوالولاياتالمتحدة. ونقلت وكالات أنباءٍ عن ممثلٍ لوزارة الدفاع الروسية صباح أمس السبت قوله إن الحملة الجوية لبلاده تكثَّفت واستهدفت 55 هدفاً للإرهابيين في محافظاتٍ سورية «من خلال 64 طلعة خلال الساعات ال 24 المنصرمة». وأفاد ممثل الوزارة، الميجور جنرال إيجور كوناشينكوف، بإصابة الطلعات مراكز للقيادة والسيطرة ومستودعات أسلحة وقواعد تدريب تابعة للإرهابيين في الرقة «معقل داعش» وحماة ودمشق وحلب. ووصف الأهداف التي أصابها المقاتلات ب «التابعة لسيطرة تنظيم الدولة الإرهابي». وأشار إلى تدمير 10 آليات بينها دبابتان و5 ناقلات واستهداف قاعدة مستترة للعربات العسكرية قرب حلب، مؤكداً تلقِّي القاعدة ضربةً مباشرةً بواسطة قاذفة من طراز سوخوي-24 إم. ولاحظ المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف بعض الطلعات الروسية مواقع في شمال سوريا يتمركز فيها متطرفون يتحدرون من الشيشان. وكانت موسكو تعهدت قبل أيام بعدم السماح لهؤلاء بالعودة إلى بلادهم للاشتباه في تخطيطهم لعمليات إرهابية. إلى ذلك؛ دارت أمس في ريف حلب الشمالي معارك عنيفة بين فصائل مسلحة مناهضة للنظام ومتطرفي «داعش» في محاولةٍ من الأولى لاستعادة بلداتٍ سيطر التنظيم عليها خلال اليومين الماضيين. وبالفعل؛ استعادت حركة «أحرار الشام» بلدة تل سوسين، بحسب مرصد حقوق الإنسان. فيما سُجِّلَت اشتباكات عنيفة من أجل السيطرة على بلدة تل قراح المجاورة. والبلدتان تقعان على طريق استراتيجي يؤدي إلى تركيا أحد الداعمين الأساسيين للفصائل المقاتلة. وفي محافظة حلب أيضاً، أبلغ المرصد في إفادةٍ له عن «انفجاراتٍ عنيفةٍ هزَّت مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم داعش في الريف الشمالي الشرقي». وعزا الانفجار إلى «استهداف مصنع متفجرات ومستودع ذخيرة عند أطراف المدينة». وخلال يومي الخميس والجمعة؛ اشتبك مسلحو التنظيم مع الفصائل المقاتلة وسيطروا على عددٍ من البلدات ليقتربوا من مدينة حلب بواقع 10 كيلومترات ومن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها بواقع 3 كيلومترات. وتشهد المدينة معارك مستمرة منذ صيف عام 2012، وتسيطر قوات النظام على غربها، فيما تسيطر فصائل مناهضة على أحيائها الأخرى. وعلى جبهةٍ موازيةٍ في ريف حلب الشرقي؛ أكد المرصد وقوع اشتباكات ليل الجمعة- السبت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة و»داعش» من جهة أخرى في محيط قريتي تل ريمان والصالحية ومحيط تل بلاط وتل نعام والصبيحية. وربط المرصد بين هذه الاشتباكات و»محاولة قوات النظام التقدم في المنطقة وفك الحصار عن مطار كويرس العسكري». ويحاصر التنظيم المتشدد المطار منذ مايو الماضي. وفي واشنطن؛ أبلغ المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» مساء أمس الأول عن استعداد روسياوالولاياتالمتحدة لاستئناف مباحثات حول أمن المجال الجوي السوري، حيث تنفذ الدولتان عمليات عسكرية منفصلة. وكشف المتحدث باسم الوزارة، بيتر كوك، عن تلقيها رداً من الروس بشأن اقتراح لضمان أمن العمليات الجوية. وأوضح أن «مسؤولي البنتاغون يدرسون الرد حالياً، ويمكن أن تجري مفاوضات بين الجانبين» خلال أيام. وبدأت حملة عسكرية روسية في الأجواء السورية في 30 سبتمبر الفائت، بينما تقود الولاياتالمتحدة تحالفاً ينفذ غاراتٍ في المجال ذاته منذ سبتمبر 2014. وحددت الحملتان هدفاً واحداً وهو إصابة مواقع للتنظيمات الإرهابية. وغداة إعلان موسكو بدء حملتها؛ أجرى مسؤولون مدنيون وعسكريون أمريكيون محادثات عبر الفيديو مع نظرائهم الروس «لخفض خطر التصادم». وتتركز المحادثات حول إجراءات لضمان سلامة الطيران بما في ذلك اللغة التي يفترض أن تستخدمها طواقم المقاتلات.