عدَّت الرئاسة اليمنية إعلان الحوثيين القبول بخطة سلامٍ أمميةٍ مناورةً من جانبهم بعد تلقِّيهم ضرباتٍ موجعة، في وقتٍ نظَّم المئات من سكَّان عدن مظاهرةً ندَّدت بالتفجيرات الأخيرة في المدينة ورفعت صور قادة دولٍ في مجلس التعاون الخليجي. وأبدى الرئيس، عبدربه منصور هادي، استعداده لاستئناف المشاورات السياسية برعاية الأممالمتحدة. لكنه ربط المشاركة في المشاورات بالتزام الانقلابيين بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. ونبَّه هادي، في رسالةٍ بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى حتمية قبول معسكر (عبدالملك الحوثي- علي عبدالله صالح) بما ورد في القرار، معتبراً أن بنوده توفر الأساس لأي حل سياسي. وينص «2216» على سحب الأسلحة الثقيلة والميليشيات من المدن وعودة سلطة الدولة. وأعلنت جماعة الحوثي وحليفها المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح) أمس الأول القبول بخطة أممية للحل. وتزامن ذلك مع استمرار تقدُّم قوات الجيش الوطني والمقاومة المدعومة من التحالف العربي في محافظة مأرب (شرق). لكن معسكر الشرعية شكَّك في نيات المتمردين منذ إبدائها، وعبَّر أمس عن موقفه بصفةٍ رسمية. وتحدَّث المستشار الصحفي في الرئاسة، مختار الرحبي، عن «مناورة» حوثية جديدة، مطالباً الجماعة بالانسحاب من الأراضي التي سيطرت عليها منذ العام الماضي. ووصف الرحبي موقف الحكومة الشرعية بالثابت من الحوار، إذ ينبغي أن يسبقه إعلان الطرف الآخر عن تنفيذ القرارات الأممية كاملةً ودون تغيير. وأكد استعداد الحكومة، التي يرأسها خالد بحاح وتدير أعمالها من عدن، للانخراط في المشاورات إذا تراجع المتمردون عن تحفظاتهم على القرار 2216 وتنازلوا عن أي شروط مسبقة. وربط الرحبي، في تصريحات صحفية أمس، بين «المناورة» و«الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة والتحالف للحوثيين ما جعلهم يأخذون هذه الخطوة». وسيطرت قوات الجيش والتحالف على مضيق باب المندب غرباً، وتقدمت في مأرب شرق العاصمة صنعاء. ولم تعلن جماعة الحوثي صراحةً القبول بقرارات الأممالمتحدة. إلى ذلك؛ أعلنت قوات الجيش الوطني والمقاومة أمس استعادة السيطرة على بلدة ذباب التابعة لمحافظة تعز (غرب) والواقعة شمال مضيق باب المندب المطل على البحر الأحمر. وتمركزت القوات على الإثر على بعد 30 كيلومتراً من مدينة المخا الساحلية التي تضم ميناءً مهماً. وأبلغت مصادر داخل ذباب موقع «المصدر أونلاين» اليمني بوقوع معارك محدودة داخل البلدة في محاولة للتخلص من بعض الجيوب الحوثية. والبلدة مركزٌ لمديرية تحمل الاسم ذاته. وبتحرير الأولى؛ يُفتَح الطريق لجبهة إمداد عسكرية للمقاومين المتمركزين في مدينة تعز. وتشهد المدينة منذ عدة أشهر معارك عنيفة مع المتمردين الذين عجزوا إلى الآن عن السيطرة عليها. في غضون ذلك؛ تظاهر المئات من سكان عدن (جنوب) تنديداً بالتفجيرات الثلاثة التي طاولت المدينة الثلاثاء الماضي. ورفع المتظاهرون صور قادة المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ولافتاتٍ تشجب الإرهاب واستهدافَ مقارٍ حكومية. وكان إرهابيون نفذوا 3 تفجيرات في المدينة صباح الثلاثاء الماضي طاولت المقر المؤقت للحكومة وموقعاً عسكرياً تابعاً لقواتٍ عربية داعمة للشرعية. واعتبر الرئيس هادي هذه الأعمال محاولةً لفرض أجندة دخيلة على مواطنيه، لافتاً إلى وجوب الحفاظ على الأمن في المناطق المحررة من سيطرة قوات الانقلاب. ويتهم سكان عدن مسلحين مجهولين بتنفيذ تفجيرات واغتيالات تستهدف خصوصاً عسكريين. وأفادت مصادر في المدينة باغتيال مسلحين أمس قاضياً وعميداً عسكرياً وشاباً عبر إطلاق الرصاص عليهم. ونقل «المصدر أونلاين» عن مسؤول أمني نبأ استهداف أمين سر المحكمة الجزائية المختصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة، عباس حسين العقربي. ووفقاً للمصدر؛ اعترض مسلحان كانا يستقلان دراجة نارية سيارة القاضي لدى عودته إلى منزله وأطلقا وابلاً من النيران عليه ثم لاذا بالفرار. ويوصف العقربي بأحد أشهر القضاة في الجنوب اليمني، إذ عُرِف بمواقفه المناهضة للتشدد الديني ودعواته المتكررة إلى التصدي لتنظيم «القاعدة». ولاحقاً؛ تحدثت مصادر عدنية عن إطلاق مسلحَين الرصاص على رئيس شعبة الرقابة والتفتيش في المنطقة العسكرية الرابعة، العقيد جمال السقاف، ما أسفر عن مقتله. ورجَّح مسؤول أمني تخطيط جهة واحدة للحادثين نظراً لتشابه أسلوب تنفيذهما. ولاحقاً؛ قُتِلَ الشاب جلال غالب، المتحدِّر من تعز، بالطريقة ذاتها. وكان غالب يعمل في أحد المتاجر التموينية في مدينة التقنية (شمال عدن)، بحسب شهود.