دعت واشنطن شركاءها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى التحلي بالمرونة في الوقت الذي يراجع فيه الحلف خططه لسحب قواته سريعاً من أفغانستان. وبعد محادثاتٍ في بروكسل أمس؛ كشف وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، عن مطالبته كافة شركاء بلاده في ال«ناتو» بالمحافظة على المرونة و«دراسة احتمال إجراء تعديلات على خطة عمرها الآن عامان ونصف العام بشأن الوجود في الأراضي الأفغانية». وذكر كارتر، في تصريحاتٍ صحفية، أن «عدداً من الدول أشارت إلى الاستعداد لتغيير خططها وموقفها». بالتزامن؛ أقرَّت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، بأن قوات الحلف قد تحتاج إلى البقاء في أفغانستان لفترةٍ أطول، مؤكدةً أن «أي قرار يجب أن يستند إلى الموقف على الأرض». وبعد سيطرة مسلحي حركة «طالبان» لفترةٍ وجيزةٍ على مدينة قندوز الشمالية الأفغانية؛ أثيرت تساؤلات بشأن قدرة القوات المحلية على حفظ الأمن وحدها. ورغم استعادة السيطرة على المدينة قبل نحو أسبوع؛ لا يزال الجدل دائراً بشأن القدرات الأمنية لحكومة كابول. وخلال وجودها في بروكسل لحضور اجتماع وزراء دفاع دول ال«ناتو»؛ قالت الوزيرة الألمانية «نحتاج إلى النظر فيما إذا كنَّا بحاجةٍ إلى البقاء فترة أطول». وشددت فون دير ليين على ضرورة تحليل الوضع و»تنسيق الانسحاب وفقاً لذلك خطوة بخطوة». وأكملت «هذا يعني أن نضع المسؤولية في أيدي الأفغان بطريقة يصبحون عندها قادرين فعلياً على المحافظة على بلدهم مستقراً». وخفَّضت ألمانيا، التي كانت لها قواتٌ قوامها 1900 جندي يتمركزون في قندوز في ذروة مهمتها، من وجودها هناك، لكنها حافظت على 870 جندياً في المنطقة. في غضون ذلك؛ جددت منظمة «أطباء بلا حدود» الدعوة إلى فتح تحقيق مستقل في استهداف مستشفى تابع لها بقندوز بغارة أمريكية. ورغم تسلمها اعتذاراً من البيت الأبيض؛ حثَّت رئيسة المنظمة، جوان ليو، على إجراء تحقيق مستقل تتولاه اللجنة الإنسانية الدولية لتقصّي الحقائق «لمعرفة ماذا حدث في قندوز وكيف حدث ولماذا حدث». وكان البيت الأبيض أعلن أمس الأول الأربعاء أن الرئيس أوباما اتصل هاتفياً بليو للاعتذار عن الغارة التي أصابت المستشفى ووصفتها إدارته بالخطأ المأساوي. ووفقاً للقائد الأمريكي للقوات الدولية العاملة في أفغانستان؛ اتُّخِذَ قرار شن الغارة الجوية التي خلَّفت 22 قتيلاً داخل تسلسل القيادة.