طلبت منظمة أطباء بلا حدود أمس، أن تجري هيئة دولية مستقلة تحقيقاً في ضربة جوية أصابت مستشفى في أفغانستان، مما أدى إلى مقتل 22 شخصاً. وقال مسؤول إن المنظمة لا تستطيع الاعتماد على تحقيق يجريه الجيش الأمريكي في تدمير المستشفى خلال قتال بمدينة قندوز في شمال البلاد. وقال كريستوفر ستوكس مدير عام المنظمة في بيان «مع التسليم الواضح بأن جريمة حرب ارتكبت تطلب «أطباء بلا حدود» أن تجري هيئة دولية مستقلة تحقيقاً شاملاً وشفافاً في الحادث». وأضاف في البيان»الاعتماد على تحقيق داخلي يجريه أحد أطراف الصراع وحسب لن يكون كافياً على الإطلاق.» ولم تحدد أطباء بلا حدود الهيئة الدولية التي ستكون مقبولة بالنسبة لها وذكرت أن عدد القتلى ارتفع من 19 إلى 22 من العاملين والمرضى. ونفت المنظمة أن مقاتلي حركة طالبان كانوا يطلقون النار على القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي من المستشفى الذي تديره قبل أن تقتل الغارة الجوية 22 شخصاً على الأقل. ويدور قتال لليوم السابع حول قندوز في شمال أفغانستان فيما تسعى القوات الحكومية الأفغانية مدعومة بقوة جوية أمريكية لطرد المسلحين الإسلاميين الذين استولوا على مدينة قندوز قبل نحو أسبوع. وتناثرت أشلاء القتلى في الشوارع، فيما قال السكان إن الغذاء صار شحيحاً. وقالت المنظمة إن غارة جوية – ربما تكون قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة قد نفذتها- قتلت 22 من المرضى والعاملين وأصابت 37 آخرين أمس السبت في المستشفى الذي تديره في قندوز. وقال الجيش الأمريكي إنه شن ضربة جوية «في محيط» المستشفى فيماكان يستهدف مسلحي طالبان الذين كانوا يطلقون النار مباشرة على أفراد الجيش الأمريكي. وقال التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أفغانستان إنه يتوقع الانتهاء خلال أيام من تحقيق أولي تشارك فيه عدة دول لتحديد ما إذا كانت غارة جوية نفذها التحالف هي التي أصابت المستشفى. وتوجه هذه الغارة ضربة قاصمة لسياسة الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني الخاصة بإقامة علاقات وثيقة مع الولاياتالمتحدة بعد أن اختلف سلفه حامد كرزاي مع داعميه في واشنطن بشأن عدد المدنيين الذين قتلوا في هجمات بالقنابل. لكن عبدالغني سيجد نفسه مشتتاً بين أن ينأى بنفسه عن واشنطن، وبين مدى أهمية قوة النيران الأمريكية في مساعدة قواته على طرد المتشددين من قندوز بعد أكبر انتصار تحققه طالبان في حربها التي مضى عليها نحو 14 عاماً. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان «نيابة عن الشعب الأمريكي أقدِّم بالغ التعازي للعاملين الطبيين والمدنيين الآخرين الذين قتلوا وأصيبوا في هذا الحادث المأساوي في مستشفى أطباء بلاحدود في قندوز». وقال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان إن الهجوم على المستشفى»لا يغتفر» وقد يرقى إلى كونه جريمة حرب. وفي كابول قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن مقاتلي حركة طالبان هاجموا المستشفى وكانوا يستخدمون المبنى «كدروع بشرية». لكن أطباء بلا حدود نفت ذلك. وأضافت في بيان أمس «بوابات مجمع المستشفى كانت مغلقة طول الليل ومن ثم لم يكن هناك أحد من غير العاملين أو المرضى أو القائمين على رعاية المرضى موجوداً داخل المستشفى عندما وقع القصف». وقالت المنظمة في بيان»تدين منظمة «أطباء بلا حدود» بأشد العبارات الضربات الجوية المريعة التي طالت مستشفى المنظمة الواقع في قندوز في أفغانستان… يشكل هذا الهجوم خرقاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي». ودعت المنظمة في بيانها إلى تفسير كامل وتحقيق مستقل قائلة «تشير جميع الدلائل حالياً إلى أن قوات التحالف الدولية هي من نفذت القصف وفي هذا الصدد تطالب المنظمة بتفسير كامل وشفاف من قبل التحالف حول الضربات الجوية على قندوز صباح السبت، كما تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في الهجوم لضمان أعلى درجات الشفافية والمساءلة». وقالت ميني نيكولاي رئيسة المنظمة «هذا الهجوم بشع ويشكِّل خرقاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي… نطالب بالشفافية المطلقة من جانب قوات التحالف ولا يمكننا قبول أن تؤول هذه الخسارة المروعة في الأرواح إلى مجرد أضرار جانبية». وقال شهود إن مرضى أحرقوا أحياءً في المستشفى المملوء بعد الضربة الجوية التي نفذت في الساعات الأولى من صباح السبت. وبين القتلى ثلاثة أطفال كانوا يخضعون للعلاج.