أدانت منظمة أطباء بلا حدود الغارة الجوية التي أقر الجيش الأمريكي بشنها أمس السبت على المستشفى الذي تديره في مدينة قندوز الأفغانية والتي أسفرت عن سقوط 19 قتيلا و37 مصابا. وقالت المنظمة في بيان "تدين منظمة أطباء بلا حدود بأشد العبارات الضربات الجوية المريعة التي طالت مستشفى المنظمة الواقع في قندوز في أفغانستان... يشكل هذا الهجوم خرقا خطيرا للقانون الإنساني الدولي." ودعت المنظمة في بيانها إلى تفسير كامل وتحقيق مستقل قائلة "تشير جميع الدلائل حاليا إلى أن قوات التحالف الدولية هي من نفذت القصف وفي هذا الصدد تطالب المنظمة بتفسير كامل وشفاف من قبل التحالف حول الضربات الجوية على قندوز صباح يوم السبت كما تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في الهجوم لضمان أعلى درجات الشفافية والمساءلة." وقالت ميني نيكولاي رئيسة المنظمة "هذا الهجوم بشع ويشكل خرقا خطيرا للقانون الإنساني الدولي... نطالب بالشفافية المطلقة من جانب قوات التحالف ولا يمكننا قبول أن تؤول هذه الخسارة المروعة في الأرواح إلى مجرد ‘أضرار جانبية‘." وقالت المنظمة إنها ستسحب طاقمها من المنطقة لأن المستشفى لا يعمل مضيفا أن بعض أفراد الطاقم ذهب للمساعدة في علاج المصابين في مستشفيات أخرى. ونفت المنظمة اطلاق مقاتلي حركة طالبان النار من المستشفى على قوات أفغانية وأخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي قبل الغارة الجوية التي شنت في إطار معركة تهدف إلى طرد المسلحين الإسلاميين من مدينة قندوز الأفغانية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان "نيابة عن الشعب الأمريكي أقدم بالغ التعازي للعاملين الطبيين والمدنيين الآخرين الذين قتلوا وأصيبوا في هذا الحادث المآسوي في مستشفى أطباء بلا حدود في قندوز." وتعهدت الحكومة الأمريكية بتحقيق شامل في الواقعة في الوقت الذي قال فيه المفوض السامي لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة إن القصف بمثابة جريمة حرب. وفي كابول قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن مقاتلي حركة طالبان هاجموا المستشفى وكانوا يستخدمون المبنى "كدرع بشري". لكن أطباء بلا حدود نفت ذلك. وأضافت في بيان اليوم الأحد "بوابات مجمع المستشفى كانت مغلقة طول الليل ومن ثم لم يكن هناك أحد من غير العاملين أو المرضى أو القائمين على رعاية المرضى متواجدا داخل المستشفى عندما وقع القصف." وقال شهود إن مرضى أحرقوا أحياء في المستشفى الممتلئ بعد الضربة الجوية التي نفذت في الساعات الأولى من صباح أمس السبت. وبين القتلى ثلاثة أطفال كانوا يخضعون للعلاج. وقال مسؤول في المنظمة إن العاملين اتصلوا بمسؤولين عسكريين في حلف شمال الأطلسي في كابول وواشنطن بعد بدء الهجوم ولكن القصف استمر لنحو ساعة. وما زال مقاتلو طالبان في قندوز صامدين في وجه القوات الأفغانية اليوم الأحد رعم مزاعم الحكومة بأنها سيطرت على المنطقة. وهنأت وزارة الدفاع الأفغانية اليوم الأحد السكان على الانتصار وأسقطت طائرات هليكوبتر ستة آلاف منشور يحث الناس على التعاون مع الجيش. وقالت المنشورات "إذا وجدتم مركبات عسكرية أو معدات جرى تركها في أي مكان سلموها لقوات الأمن." وقال مسؤول عسكري في التحالف في كابول طالبا عدم نشر اسمه "على حد علمنا المنطقة بأكملها ما زالت محل تنازع." وقال أحد السكان ويدعى قلب الدين إن الجثث ملقاة في الشوارع والناس تخشى مغادرة منازلها. وتابع "كان بالامكان سماع دوي إطلاق النار في كل أنحاء المدينة... بعض الجثث بدأت تتحلل." وقال سيد مختار أحد العاملين في قطاع الصحة إن المستشفيات التي بدأت الأدوية تنفد بها تكافح لعلاج أعداد متزايدة من المرضى. وتابع "ليست هناك كهرباء ومعامل المستشفيات لا تعمل... هذه المدينة لم تعد صالحة للعيش بها."