أعلنت وزارة الصحة مغادرة كثير من مصابي التدافع في منى المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء، وأكدت إدارتها الأزمة بنجاح، مبديةً في الوقت نفسه ارتياحها لتعاون عددٍ من الجهات المدنية والعسكرية معها. وقدَّر الدفاع المدني أمس الأول عدد مصابي التدافع ب 863 حاجاً، فيما تُوفِيَ 717 آخرون. وشدد نائب وزير الصحة، حمد الضويلع، على تفاعل الوزارة بصفةٍ فورية مع الحادث. وأوضح أنها استدعت أمس الأول الورديات المسائية للمساندة وسيَّرت فرقاً راجلة إلى موقع التدافع، كما استدعت عدداً من الاستشاريين في التخصصات النادرة بالتنسيق مع الخطوط الجوية التي وفَّرت مقاعد للأطباء على الرحلات المتجهة إلى جدة. وأعلن نائب الوزير خروج كثير من المصابين من المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء، ولفت إلى مبادراتٍ تطوعيةٍ مُسانِدةٍ من قِبَل أطباء كانوا يؤدون الفريضة، كاشفاً عن مبادرة إحدى مخيمات الجالية السودانية بإخلاء موقعها وتحويله إلى مركز إسعافي ميداني ما أسهم في تقديم العلاج لعددٍ من المصابين. وأكد الضويلع، خلال مؤتمرٍ صحفي أمس، نجاح «الصحة» في إدارة الأزمة عبر غرفة القيادة والتحكم في مستشفى منى الطوارئ. وأشار إلى نقل الحالات إلى مستشفيات مشعر عرفات نظراً لانخفاض نسبة إشغال الأسرَّة فيها قبل الحادث. إلا أن نسبة التنويم في أسرَّتها ارتفعت إلى 100% بعد نقل المصابين إليها. وذكر الضويلع أن الوزارة نقلت بعض الحالات المُنوَّمة مُسبقاً في مستشفيات المشاعر إلى مستشفيات مكةالمكرمةوجدة والطائف لتوفير أسرَّة شاغرة تستقبل أي حالات إضافية. لكنها لم تنقل أي حالات إلى مستشفى أجياد القريب من الحرم المكي لوجوب توفير سعته السريرية لاستقبال الحالات الطارئة. وقدَّر الضويلع قوام الفرق الطبية الراجلة التي توجهت إلى موقع التدافع ب 500 طبيب ومريض أضيفوا إلى مسعفين وقفوا على إجلاء الإصابات، مُفيدجاً بنجاح سيارات الإسعاف الصغيرة في تجاوز الزحام والوصول إلى الموقع في وقت وجيز. ونوه ب «الحماس الكبير من قِبَل الممارسين الصحيين والموظفين الميدانيين والإداريين وقيامهم بجهود كبيرة وتعبيرهم عن مواقف إنسانية ما أثمر عن تقديم أفضل رعاية طبية وإسعافية بالتعاون مع القطاعات الصحية الأخرى». وكانت «الصحة» أعلنت صباح أمس الأول حالة «البلاغ الطبي الأحمر» في جميع مستشفيات المشاعر ومكةالمكرمة بالتنسيق مع الإسعاف والقطاعات الصحية العسكرية. ولمواجهة الطوارئ؛ استدعت الوزارة عدداً من الاستشاريين في التخصصات النادرة، فيما منحتها الخطوط الجوية حرية اختيار الأوقات المناسبة لنقل الاستشاريين إلى منى. وأبدى الضويلع ارتياحه لتجاوب المستدعين مع النداء ومبادرتهم بالتوجه إلى المشاعر. ووفقاً له؛ فإن الجهات المعنيَّة تابعت وصول المصابين إلى مخيماتهم لإكمال مناسك حجهم بعد تعافيهم.