دخل آلاف المهاجرين النمسا أمس في حافلات وقطارات مكتظة قادمين من الدول التي لم تتمكن أو لم تكن مستعدة لاستقبال هذه الأعداد من البشر الفارين من الحرب والفقر سعيا لحياة أفضل في أوروبا الغربية. وأصابت كارثة جديدة المهاجرين الفارين عبر البحر إذ قضى 13 مهاجرا من بينهم أربعة أطفال قبالة ساحل تركيا عند اصطدام عبارة بمركب كان يقلهم إلى اليونان، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء دوغان التركية. ومع وصول آلاف عدة من المهاجرين إلى النمسا أمس من المجر عبر كرواتيا، قررت بودابست فجأة إعادة فتح حدودها مع صربيا، التي أدى إغلاقها الإثنين إلى تزايد تدفق اللاجئين إلى كرواتيا. وفتحت السلطات معبر هورجوس- روسزكي 1 الواقع على طريق سريع كان الطريق الرئيس الذي يربط بلغراد مع بودابست قبل أزمة اللاجئين. وأدى إغلاق المعبر إلى زيادة المسافة على آلاف اللاجئين الذين يقطعون رحلة مرهقة عبر دول البلقان للوصول إلى دول أوروبا الغربية، وقالت كرواتيا إن 25 ألف شخص دخلوا أراضيها خلال الأيام الأربعة الماضية. وخلال الأيام التي أغلق فيها المعبر، أعلنت كرواتيا أنها غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين وبدأت بإعادتهم باتجاه المجر أو سلوفينيا. وكرواتيا والمجر وسلوفينيا أعضاء في الاتحاد الأوروبي ولكن فقط المجر وسلوفينيا تنتميان إلى معاهدة شينجن للفضاء الحر. ومعظم المهاجرين هم من سوريا، وقد تلقى الاتحاد الأوروبي نحو ربع مليون طلب لجوء من إبريل وحتى يونيو. وهذه أكبر موجة هجرة في القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتسببت بخلافات عميقة بين الدول الغربية والشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول كيفية توزيع اللاجئين بصورة عادلة، وأثارت تساؤلات حول مصير اتفاقية شينجن التي تسمح بالتنقل الحر داخل دول الكتلة المؤلفة من 28 دولة. وواجهت الحكومة المجرية اليمينية بشكل خاص انتقادات دولية بسبب الاشتباكات العنيفة مع المهاجرين، وسارعت إلى إقامة سياج شائك على طول حدودها مع صربيا. وبدأت السلطات المجرية بنقل آلاف المهاجرين إلى حدودها مع النمسا الجمعة في محاولة لإخراجهم من أراضيها بالسرعة الممكنة.