أدى المشير عبد ربه منصور هادي، أمس، اليمين الدستورية أمام مجلس النواب اليمني رئيسا للجمهورية بعد إعلان لجنة الانتخابات فوزه بستة ملايين وستمائة و35 ألفا و192 صوتا، وبنسبة 99.8 % من إجمالي الناخبين في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي شهدتها البلاد في 21 فبراير الجاري بموجب المبادرة الخليجية. وقال هادي، في كلمة ألقاها أمام أعضاء مجلسي النواب والشورى وأعضاء حكومة الوفاق الوطني وسفراء عرب وأجانب وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، إنه لم يكن يتوقع نجاح الانتخابات، لكنه أشاد بصلابة اليمنيين وتحملهم المهام الشاقة وإنجاحهم العملية الانتخابية في لحظة فارقة بالنسبة لهم. وشكر الرئيس عبد ربه منصور هادي كل من بذل جهدا لإنجاح الاستحقاق الديمقراطي، وكل من ساهم داخليا وخارجيا بوصوله بالنتيجة المشرفة إلى الرئاسة، التي توقع أن تعود سلاما وأمنا واستقرارا على بلد أنهكها الانشقاق ونال منها صراع المتخاصمين. وأضاف هادي أن كل ما أنجزه اليمنيون يعد تجربة غير مسبوقة للتعامل مع أزمة وصلت إلى كل مدينة وقرية وبيت “وستمثل هذه التجربة بدون شك نموذجا للاقتداء به حاضرا ومستقبلا”، حسب قوله. واعتبر هادي، في أول خطاب له بعد إعلان فوزه رسميا، أن الانتخابات مثلت الجسر الذي عبر عليه الناس من ضفة اليأس إلى ضفة الأمل، “وهو ما يُحمِّل الأحزاب السياسية بتمثيلها الحكومي وكل من هو صاحب صوت مسموع من المنتمين إلى هذا البلد أمانة المسؤولية بأن يعبروا مع الناس إلى المستقبل بقلوب بيضاء صافية متسامحة بخطاب يحمل بشارات أمل وملامح المستقبل وعدل واضح المعالم حتى يتمكن الجميع من تعويض ما فات ومحاولة الالتحاق بمن سبق”، حسبما ورد في كلمته. ورأى الرئيس هادي أن التحولات الكبرى لا يمكن أن تصنعها الصدفة أو تأتي بها الأمنيات لأنها ستظل مجرد أمنيات عاجزة في حال ما أثقلنا كواهلنا بأثقال الماضي وتبعات عداواته، وتابع: “إننا نعرف جميعا أن أمن واستقرار أي بلد مرهون بمدى تماسكه الاجتماعي والتقائه حول مشروع وطني كبير تختفي أمامه المشاريع الذاتية والطموحات الصغيرة”. ودعا رئيس اليمن الجديد إلى إسقاط الأخذ بمنطق القوة من رؤوس كل من لا يزال يجاري خداع نفسه باعتبار أن السلطة اليوم صارت مسنودة بشرعية شعبية لا يمكن التشكيك بها أو الانتقاص منها. واستطرد هادي: “أعلم يقينا ماذا يعني العامان القادمان للناس الذين تشرفت بحمل ثقتهم، وأعلم أن الأزمات معقدة ومتشابكة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا وإنسانيا، ولذا فإن البلاد ليست بحاجة إلى أزمات كيدية تهددها لأن الفترة القادمة تحتاج منا إلى حوار جاد يرسم معالم الحكم القادم عبر دستور جديد يلبي الطموحات الوطنية”. وأكد هادي على ضرورة استمرار الحرب ضد القاعدة باعتبارها واجبا دينيا ووطنيا بما يؤدي إلى إعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم، واعتبر هادي ما طرحه في خطابه أمس عناوين لمشكلات حقيقية إذا لم يستطع اليمنيون التعامل معها بطرق واقعية ومنظمة فإن الفوضى هي البديل المحتمل. وخاطب أعضاء البرلمان قائلا: “إني أعوّل كثيرا على دوركم كممثلين للشعب بأكمله، الذي قدم بتفاعله مع العملية الانتخابية رسالة للعالم بأنه منح التغيير الشرعية، والتغيير هنا لا يحتمل إلا أن يكون للأفضل، فالشعب لم يعد يقبل بأنصاف الحلول أو يتعاطى مع من يبيعه الأوهام أو يكون سببا في إعادة خطواته إلى الخلف”.